لطالما ردد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط جملته الشهيرة: "للابتعاد عن صراع الأمم"، فهو المؤمن أن الدول الصغيرة لا يمكن لها أن تغير في المعادلات الكبرى ولكن الصراع هذه المرة مختلف، ومن هنا وقف جنبلاط إلى جانب المقاومة في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية انطلاقا من الموقف التاريخي للمختارة إلى جانب القضية الفلسطينية واعتباره أن هذا الموضوع محسوم لا نقاش فيه، بعكس الكثير من الملفات الداخلية التي يجب أن تناقش على بساط البحث.

في هذا الإطار ترى مصادر تقدمية "لجنوبيات" أن الهَمّ والشغل الشاغل للرئيس وليد جنبلاط هو إنهاء هذه الحرب القائمة والتي تستنزف لبنان بشعبه ومقدراته وانجاز الاستحقاقات حيث لا يمكن مقاربة اي ملف داخلي او مفصلي دون إدارة وطنية كاملة دون شغور أو اي عائق يحول دون التعاطي مع المرحلة المقبلة بشرعية لبنانية واضحة وصريحة، ومن هنا تعمل قيادة "الاشتراكي" على كل الجبهات للبحث عن رئيس توافقي وانهاء الشغور وتعزيز لغة الحوار بين الافرقاء، لأن هذه المرحلة ليست مرحلة نكايات سياسية بل هي مرحلة يحتم فيها الواجب الوطني والاخلاقي والإنساني التقارب بين كل القوى والتيارات ورمي كل الخلافات، لأن الوطن برمته على المحكّ.

عن موضوع احتضان النازحين يؤكد المصدر أن "النازحين" هم جزء من هذا الوطن وهم أهل لنا، والثوابت الوطنية والتاريخية والاخلاقية التي ننطلق منها تحتم أن تحتضن أهلنا ونكون الى جانبهم في هذه اللحظات الصعبة التي يعيشها لبنان، ضمن الإمكانيات والقدرات المتوفرة التي يمكن المساهمة من خلالها على اكثر من صعيد.

يختم المصدر: "يحاول الرئيس وليد جنبلاط وقيادة الحزب بكل الطرق لم الشمل السياسي وتقريب وجهات النظر بحثا عن بصيص أمل وسط ضبابية المشهد، ينتشل لبنان من الأزمات الكبرى التي يتعرض لها، والتي يمكن أن تطيح بلبنان الكيان وجوديا اذا استمر التعنت والعناد السياسي".