بأقلامهم >بأقلامهم
"عندما تقلب الحقائق"!
جنوبيات
في زمنِ العهرِ السّياسيّ، والفجورِ الاقتصاديّ، والتّردّي الاجتماعيّ، والحرمانِ المعيشيّ، والبؤسِ الشعبيّ، تتغيرُ المفاهيمُ على مستوى الأقاليمِ، وتصبحُ الحقيقةُ كذبةً، والكذبةُ عنوانَ الحقيقةِ أمام جمهورِ الخليقةِ.
يقولُ حفيدُ الذّئبِ:
كان جدي ذئباً لطيفاً طيّباً ولا يأكلُ اللحومَ ولذا قرّرَ أن يكونَ نباتيًا..!
وكانت تعيشُ في الغابةِ فتاةٌ شريرةٌ تسكنُ مع جدّتها اسمها ليلى!
وكانت ليلى تخرجُ كل يوم إلى الغابةِ وتقتلعُ الزّهورَ وتدمّرُ الحشائشَ التي كان جدي يقتاتُ عليها!!..
وكان جدي يحاولُ أن يثنيها عن ذلك دون جدوى!.
عندئذ قرّر جدّي الذّئب أن يزورَ جدةَ ليلى في بيتها ويخبرُها بأفعالِ ليلى ويشكوها لها..! وعندما طرقَ الباب فتحت الجدّةُ لكنها للأسفِ كانت شريرةً أيضاً..! فأحضرت الجدّةُ العصا وهجمت على جدّي المسكين دون أن يتعرّضَ لها فدافعَ عن نفسه و دفعَها بعيداً عنه، فسقطت الجدة ارضاً وارتطمَ رأسُها بالسّريرِ وماتت الشريرةُ..!
فتأثّرَ جدّي كثيراً وأخذَ يفكّرُ بليلى كيف ستعيشُ دون جدّتها...! فقامَ ولبسَ ملابسَ الجدّةِ ونامَ في سريرِها حتى لا تعرفُ ليلى بموتِ جدّتِها فتحزنُ...!!
ولكنّ ليلى الشّريرة ما أن دخلَت لبيتِ الجدّةِ حتى لاحظَت التغييرَ في شكلِ جدّتها فخرجّت تصرخُ وأخذت تنشرُ الإشاعات بأن جدّي الذّئب أكلَ جدّتها،ولا تزالُ تلك الإشاعة سارية إلى يومنا هذا... ! الأمرُ الّذي أدى إلى ظلمِ جدّي، وشعوري بالاهانةِ والحرقةِ والألمِ!
عندما تُقلبُ الحقائقُ وتخنقُ الخلائقَ، لم يعدْ أمام السّياسين عائقٌ للكذبِ على النّاسِ والتّغلغل فيهم لإحباطهم وجعلهم يشعرون أنّ كلمةَ سنعملُ وسنجتهدُ وسنقومُ بواجبنا، ستشكّلُ أملًا للخلاصِ...
لذا:
ارحمنا يا ربّ الناسِ...
من الوسواسِ الخنّاسِ...
وابعد عن لبنانَ كاسَ المهانةِ والمذلةِ..
وهبْ لنا الدّواءَ لهذه العلّةِ...
آمين...