لبنانيات >أخبار لبنانية
الناجون من الغارات الإسرائيلية في لبنان: شهادة محمد من داخل المستشفى!
الاثنين 4 11 2024 21:53جنوبيات
عندما وقعت الغارة الجوية، كان محمد، الشاب اللبناني البالغ من العمر 29 عاماً، يوزع الطعام الساخن على جيرانه المسنين في قريته بجنوب لبنان، في بادرة اعتاد هو وأصدقاؤه القيام بها منذ الغزو الإسرائيلي في بداية أكتوبر. كان يقف على بعد خمسة أمتار فقط من موقع الانفجار الذي دمّر منزلًا في قريته، ما أدى إلى إصابته بحروق شديدة من الدرجة الثالثة على وجهه ويديه وبطنه.
يستعيد محمد اللحظات القاسية التي أعقبت الانفجار وهو في سريره في مستشفى نبيه بري الحكومي بالنبطية. يقول بصوت منخفض: "كان كل شيء أسود، والدخان في كل مكان. بعد دقيقة، بدأت أتعرف على ما حولي، ولاحظت أن صديقيّ كانا ما زالا على قيد الحياة، ولكنهما كانا ينزفان بشدة." ويضيف بأن الأمر استغرق خمس دقائق حتى تمكن الناس من إخراجهم من موقع الانفجار.
ورغم عدم وجود أي تحذير قبل الغارة، يؤكد محمد أن الغارة لم تفرق بين مدني وعسكري، حيث قُتل في الهجوم شرطي لبناني كان داخل المنزل المستهدف. ويعبّر عن غضبه قائلاً: "نحن لسنا عسكريين، ولسنا إرهابيين. لماذا نتعرض للقصف؟ جميع المناطق المستهدفة هي مناطق مدنية."
محمد يعتزم العودة إلى قريته عربصاليم بعد مغادرته المستشفى رغم استمرار القصف، مؤكداً أنه لا يملك أي مكان آخر يلجأ إليه.
لم يكن الهجوم على قريته الحادث الوحيد؛ فقد تلت الغارة غارة أخرى بالقرب من المستشفى ذاته، ما دفع الموظفين للركض إلى الشرفة للتحقق مما حدث. وفي غضون دقائق، وصلت امرأة جريحة من تلك الغارة إلى غرفة الطوارئ، متأثرة بإصابة خطيرة في الشريان استدعت نقلها على الفور إلى مستشفى متخصص.
الدكتور حسن وزني، مدير المستشفى، يصف المعاناة اليومية للمستشفى الذي يستقبل من 20 إلى 30 مصاباً يومياً، معظمهم من المدنيين، ويواجه تحديات كبيرة في تأمين الوقود والمستلزمات الطبية بسبب غياب الدعم الحكومي. ويضيف أن المستشفى يعمل بطاقة أقل مع عدد قليل من الموظفين ومرضى يتم نقلهم بسرعة إلى مناطق أكثر أماناً.
مدينة النبطية تعرضت لأضرار جسيمة على مدى الشهر الماضي، حيث تم تفجير مبنى البلدية، ما أسفر عن مقتل رئيس البلدية أحمد كحيل و16 شخصاً آخرين. الهجوم أدى إلى تدمير عدة مبانٍ وسوق تاريخي يعود للعهد العثماني، حيث تحول التراث إلى ركام.
ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه يستهدف حزب الله فقط، إلا أن الشهادات المتكررة تشير إلى أن الضربات تصيب مدنيين وتدمر بنية المدينة التاريخية، مع غياب التحذيرات المسبقة في عدة هجمات.