نافذة على لبنان >نافذة على لبنان
بالفيديو.. صيدا "نبع العالم" ومدينة كل العصور في لبنان!
السبت 9 11 2024 16:35جنوبيات
واحدة من أقدم حواضر الدنيا التي تعاقبت عليها كل العصور ومرت بها مختلف الحضارات، حتى استحقت عن جدارة أن تُلّقب بـ "نبع العالم" وأن تكون خطا بارزا رُسم بمهارة على جبين الزمان.
تلك هي صيدا.. لؤلؤة لبنان وشرفته الساحرة التي تطل على البحر المتوسط.
تقع المدينة الساحلية جنوبي البلاد، وتبعد 45 كيلومترا جنوبي غرب العاصمة بيروت، وتتعدد الروايات حول سبب تسميتها، فهناك من يرد الاسم إلى الجذر اللغوي السامي "صيد" نظرا لشواطئها الصالحة لاصطياد الأسماك بكثافة، وهناك من يؤكد أنها مشتقة من الجذر اللاتيني واليوناني "صيدون"، المشتق بدورة من الجذر الكنعاني "صيد" أو العبراني "صيدو".
رواية أخرى تقول إن من بناها هو الملك الآشوري الشهير "بيلوس" وسماها بهذا الاسم تيمنا باسم ابنته، بينما ينسبها البعض الآخر إلى "صيدون بن كنعان بن حام بن نوح"، ومن الذين يتبنون الرواية الأخيرة المؤرخ الفرنسي المعروف جاك نانتي.
القاسم المشترك بين كثير من الباحثين أن الفينيقيين هم من شيدوها عام 2800 قبل الميلاد، لتتعاقب عليها إمبراطوريات وممالك الآشوريين والبابليين والفرس والرومان والمقدونيين بقيادة الإسكندر الأكبر.
تعرضت للدمار مرارا، لكنها كانت تعود في كل مرة أكثر إشراقة وبهاء، مثل عنقاء تولد من الرماد، لتتهادى على درب الحضارة كما يليق بحسناء تتيه على مدن الدنيا بجمال أخاذ، لم تطفئ نوره أشرس معارك الصليبيين، والمماليك، والعثمانيين، والفرنسيين.
تشتهر بالقلاع التاريخية مثل القلعة البحرية التي تعد رمز المدينة، ويعود توقيت إنشائها إلى أوائل القرن الـ13 الميلادي إبان عهد الصليبيين، وتضم العديد من الأبراج، فضلا عن مسجد مملوكي عتيق.
وهناك أيضا "القلعة البرية" وتسمى كذلك قلعة "القديس لويس" والتي تعود إلى زمن الفينيقيين وتعاقب على ترميمها اليونانيون والرومان والعرب، وامتلكت أهمية إستراتيجية كمركز متقدم للمراقبة والدفاع.
وما يبرز ثراء تراثها الثقافي الإنساني أنها تحتوي على معبد "آشمون" الذي شُيّد أواخر القرن الخامس قبل الميلاد، و"المسجد العمري" الكبير الذي بُني في عهد المماليك.
أما "خان الإفرنج" فازدهر في القرن الـ 16 الميلادي وكان يستقبل التجار الأوروبيين، وتحول اليوم إلى مركز ثقافي ووجهة سياحية معروفة.