مقابلات هيثم زعيتر >مقابلات هيثم زعيتر
هيثم زعيتر لـ"صوت فلسطين": الرئيس "أبو عمار" خلد القضية الفلسطينية وبنى المُؤسسات وعلى هذا النهج يسير الرئيس "أبو مازن"
هيثم زعيتر لـ"صوت فلسطين": الرئيس "أبو عمار" خلد القضية الفلسطينية وبنى المُؤسسات وعلى هذا النهج يسير الرئيس "أبو مازن" ‎الاثنين 11 11 2024 16:25
هيثم زعيتر لـ"صوت فلسطين": الرئيس "أبو عمار" خلد القضية الفلسطينية وبنى المُؤسسات وعلى هذا النهج يسير الرئيس "أبو مازن"

جنوبيات

شدد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر على أن "الرئيس الرمز ياسر عرفات، شخصية فريدة من نوعها، فقد جسد بشخصيته القضية الفلسطينية وخلدها، وتمكن من انتزاع الحق الفلسطيني، تكريس مقعد لـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية"، بصفة مُراقب، واعتراف العالم بها، ومن ثم بالدولة الفلسطينية، ونسج علاقات داعمة للقضية الفلسطينية، وأنشأ المُؤسسات الفلسطينية، ودافع عن الأسرى، وهو ما تسير عليه القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس". 
 وجه زعيتر خلال لقاء لإذاعة "صوت فلسطين" مع الإعلامية فلسطين حجة، لمُناسبة "الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات"، يوم الاثنين في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، "التحية لأهلنا، الصامدين في فلسطين، الذين يتعرضون لحرب الإبادة الجماعية من الاحتلال الإسرائيلي، ولأهلنا في الشتات، المُرابطين على أمل العودة إلى أرض الوطن، فلسطين".
وقال: "في الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس الرمز القائد ياسر عرفات، لا بد من التحدث عن بعض الصفات التي امتاز بها القائد الرمز، والتي لن تفيهُ حقه، وفي كتب عدة أصدرتها، تطرقت فيها إلى مسيرة حياة الرئيس الرمز، وشهادات لمن عايشوا وواكبوا وعرفوا الرئيس، وحتى ما شهدته عندما زرت أرض الوطن في شهر تموز/يوليو 2009، على مقربة من ذكرى ولادة الرئيس "أبو عمار"، فشاهدت كيف من لم يعرف الرئيس الرمز، بشكل مُباشر، انطلق نحو مثواه في المُقاطعة برام الله، وكانت الدموع تنهمر، وفاءً للرئيس الرمز، الذي خلد القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "العديد من الأشخاص عندما يرحلون، تغيبُ ذكراهم، وقلة نادرة عندما يرحلون تتعاظم ذكراهم، يوماً بعد آخر، وهكذا هو الرئيس الرمز ياسر عرفات، بعد 20 عاماً على الاغتيال العمد، وعندما نقول اغتيال، يعني أنه تقرر اغتياله، بعدما فشلت مُحاولات الاحتلال الإسرائيلي، اغتياله هنا في بيروت، أواسط سبعينيات القرن الماضي، كما فشل الاجتياح الإسرائيلي في العام 1978، ثم جاء غزو لبنان في حزيران/يونيو 1982، وخرجت الثورة الفلسطينية في محطات مُتعددة، لكن الوجهة كانت إلى فلسطين، وهو ما تحقق في 1 تموز/يوليو 1994".
وأوضح أن "مسيرة الرئيس الرمز ياسر عرفات، لها مُميزاتٌ عن الكثير من القادة - أي أن القضية الفلسطينية في جزء منها، ارتبطت بصورة وثيقة بالرئيس الرمز ياسر عرفات، وعندما نتحدث عن ذلك، نتحدث عن كيف تمكن من الدخول إلى الأُمم المُتحدة، لينتزع مقعداً لـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية"، كأول حركة تحرر تدخل إلى الأُمم المُتحدة، وللمُصادفة على مقربة أيام، من 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1974، يوم اعترف العالم بـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية" بصفة كيان مُراقب، بعدما تم الاعتراف بها كمُمثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ودفعت الضريبة لأنها رفضت الانصياع لرغبات الإدارة الأميركية - آنذاك - هكذا كان الرئيس الرمز ياسر عرفات في المجال الدبلوماسي، واستطاع نسج العلاقات ما بين الشرق والغرب لمصلحة القضية الفلسطينية، وللمُصادفة أيضاً أنه عندما تحدث في العام 1974، كان يتحدث أمام 138 دولة، وهو العدد ذاته الذي اعترف بالدولة الفلسطينية في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، مع الرئيس محمود عباس".
ورأى أنه "في مسيرة الرئيس الرمز ياسر عرفات، أيضاً محطات مُتعددة، وكان الأساس المُحافظة على القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، حيث دفعنا الضريبة الغالية من أجل ذلك، ومن ثم العودة إلى فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية، التي أيضاً أعلن عنها في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1988 من الجزائر".
وألمح زعيتر إلى أنه "حتى في اغتيال الرئيس الرمز ياسر عرفات، حكمة ربانية، وعبر بعض المسؤولين عن ذلك، بأنهم لم يُشاهدوا رئيساً في العالم تتسابق الجماهير ليس لحمل نعشه فقط، بل الطائرة التي أقلته، وهو الزعيم الوحيد في العالم، الذي شُيع في 3 قارات: في فرنسا (أوروبا)، ومصر (إفريقيا)، وصولاً إلى رام الله في فلسطين (آسيا)، وهذه مُفارقات مُتعددة لرئيس تبقى رمزية "الكوفية" التي ارتبطت باسمه، وغيرت وجه العالم، وأثبت عدالة القضية الفلسطينية، بمُواجهة زيف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي".
وشدد على أن "الوفود التي تزور رام الله، تكون المحطة الأولى لها، بعد تقبيل أرض الوطن، هي زيارة ضريح الرئيس الرمز ياسر عرفات في المُقاطعة، وشهدنا كيف يرفع الشعب الفلسطيني صور الرئيس الرمز، كأقل الواجب تجاه من ضحى بحياته بزهد، خلال مسيرة حياته ونضاله، وتحدى الصعاب، ونقل قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الشتات، من الخيام إلى ثورة، تفجرت بانطلاقتها قبل 60 عاماً،  وهي التي كانت أيضاً قدوة لتفجير ثورات في دول عدة، وسجلت أول انتصار ضد الاحتلال الإسرائيلي في "معركة الكرامة" في الأردن، بتاريخ 21 آذار/مارس 1968".
وأشار إلى أن "أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان يحفظون اسم الرئيس الرمز "أبو عمار"، ويرددون كلماته، ويرفعون صوره مع الرئيس محمود عباس، وفي كل مُناسبة تبقى مآثر الرئيس الرمز، ماثلة للعيان، يتعلمون من مناقبيته، وتواضعه، ودماثة خلقه، وذكائه ودهائه".
ورأى أن "النقطة الرئيسية هي كيفية المُحافظة على القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، في ظل مُواجهة المشاريع المُتعددة، لمُحاولة السيطرة على هذا القرار، التي ندفع الضريبة من أجلها، وخاصة هنا في مُخيم عين الحلوة، عندما واجهت حركة "فتح" و"قوات الأمن الوطني الفلسطيني"، مُحاولات بعض المُضللين، بالسيطرة على القرار الوطني الفلسطيني المُستقل، وضرب صمام الأمان في المُخيمات الفلسطينية، التي تشهد على المُؤسسات التي أنشأها الرئيس "أبو عمار"، من مُستشفيات ومراكز طبية ومدارس تعليمية، سواءً لأبناء شَعبٍنا أو لأسر الشهداء، والاهتمام بهم، وأيضاً للأسرى الفلسطينيين".
وختم زعيتر بالقول: "أتذكر هنا ما أبلغني به الأسير الأول للثورة الفلسطينية محمود بكر حجازي، بأن الرئيس ياسر عرفات أصر على اطلاق سراحه، بعد أسره بتاريخ 17 كانون الثاني/يناير 1965، بأن تكون المُعادلة أسير مُقابل أسير - أي أنه تم أسر المستوطن الإسرائيلي شومئيل روزن فايزر، من أجل إطلاق سراح الأسير حجازي، الذي تم بتاريخ 28 شباط/فبراير 1971، ليُسجل مُعادلة أننا لا ننسى أسرانا، وهذا هو الموقف الذي تسير عليه القيادة الفلسطينية، في مُواجهة مُحاولات الاحتلال الإسرائيلي سلب الأسرى، ليس فقط حريتهم، بل إنسانيتهم وحقوقهم، حيث يتمسك الرئيس محمود عباس بالحفاظ عليها، وقد عبّر عن ذلك بالقول: "لو بقي قرش واحد سنصرفه إلى  عائلات الشهداء والأسرى"، الذين لم يبخلوا بالدماء الغالية من أجل فلسطين".

المصدر : جنوبيات