بأقلامهم >بأقلامهم
الأسرة النواة!
نولد ونأتي إلى الحياة ولا نعي حقيقة الوجود. نترعرع في كنف أسرة حيث نتوارث كل الصفات الإنسانية. نكبر ونبدأ بالتفكير والاكتشاف: هل نحن على صواب؟ هل كل ما تلقيناه من الأسرة يتناسب مع طبيعتنا التي خلقنا الله عليها؟ هل الأسرة أو المجتمع المصغر ساهموا في تحقيق أحلامنا وأمنياتنا؟ أم دمروا تطلعاتنا المستقبلية؟ أين هو دورنا في تنمية أنفسنا وتزوّدنا بالعلم والمعرفة؟
تساؤلات تترامى على مخيلتنا ولا نعرف الإجابة عليها. لعل بالتحليل نصل إلى كنهها وحقيقتها، فالأسئلة هي البوابة العابرة إلى المعرفة العلمية. وتمحور الأسئلة حول الأسرة يقودنا حتماً إلى التبحّر في الأسرة ودورها وأهميتها. ففي علم الاجتماع، تلعب الأسرة الدور البارز في تكوين الإنسان، كما تساهم في التنشئة الاجتماعية وتشكيل شخصية الفرد وإعداده للمجتمع الأكبر والاندماج فيه. إضافة إلى الشعور بالأمن والأمان والألفة بين الأفراد والتعاون والرابط الروحي الذي يربط كل فرد بالآخر. فهذا الرابط يتحول إلى اللحمة التي لا تنفك في تأمين كل الاحتياجات العاطفية والروحية وغيرها.
إن الأسرة هي المكان الذي يجد فيه الإنسان ضالته، أي كل وسائل الرعاية والحماية الاجتماعية. ومن خلالها يقتص الإنسان أمانه النفسي، وتغدو الأسرة الملاذ والملجأ الذي يلجأ إليه الفرد في الأزمات والمشاكل. هذه حقيقة ودور الأسرة في حياة كل فرد منا. فإلى أي مدى يمكن القول إن كل أسرة استطاعت أن تؤمن كل ما يحتاجه الإنسان من حاجات مادية وروحية؟
يتولى الأب والأم دور الرعاية ويهتمان بالأولاد ويسهران على راحتهم. لكن الحقيقة المرة أن ثمة تفككاً أسرياً حيث يقع الطلاق بين الزوج والزوجة، وينقسم الأولاد بين أهليهم ويضيعون. أي ليس كل أسرة هي أسرة بكل معنى الكلمة، إذ ثمة انقسامات وتشرذمات ولا حلول في الأفق سوى بالتضحيات. فأين نحن من الأسرة الحقيقية التي ترعى أفرادها وتسهر على راحتهم؟