عام >عام
العماد عون: سأعمل لتستمرّ المؤسّسة وفيّة للتضحيات
العماد قهوجي: واثق أنّ القيادة ستكون في يد أمينة
العماد عون: سأعمل لتستمرّ المؤسّسة وفيّة للتضحيات ‎الجمعة 10 03 2017 09:58
العماد عون: سأعمل لتستمرّ المؤسّسة وفيّة للتضحيات

جنوبيات

أقيم قبل ظهر امس، في اليرزة، احتفال تسليم وتسلم قيادة الجيش بين العماد جان قهوجي والعماد جوزاف عون، حضره رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك وأعضاء المجلس العسكري، وأركان القيادة ورؤساء الأجهزة التابعة لوزارة الدفاع الوطني، وقادة الوحدات الكبرى في الجيش.
وبعد انتهاء مراسم التسليم والتسلم وإعلان العماد عون عبارة «الجيش بقيادتي»، جرى عرض التحية من قبل الوحدات المشاركة بالاحتفال، ثم انتقل الجميع إلى مقصف القيادة.

 قهوجي

وألقى العماد قهوجي كلمة قال فيها: «كان أحب إلى قلبي لو أتاحت لي الظروف أن أسلم سدة قيادة الجيش إلى سواي قبل سنوات، أما وقد شاءت تلك الظروف أن أبقى في موقع المسؤولية في مرحلة شديدة الخطورة والتعقيد، وأن ننجح معا في القيام بالواجبات المنوطة بنا، فذلك يشعرني بملء الرضى والثقة، الرضى لأنني وبتواضع أقول، استطعت وبالتعاون مع أركان القيادة وبفضل تضحيات الشهداء وجهود كل ضابط وجندي، أن نحافظ على تماسك الجيش وأن يقوم بدوره الإنقاذي في حماية البلاد وصون وحدتها وسيادتها واستقرارها، سواء من خطر الموجات الإرهابية على الحدود الشرقية والشمالية أو خطر العدو الإسرائيلي جنوبا، أو من مخاطر تدحرج كرة النار الإقليمية إلى داخل الوطن».
اضاف: «أما الثقة التي تتملكني، فهي أن أمانة قيادة الجيش ومنذ هذه اللحظة، ستكون في عهدتكم أيها العزيز العماد جوزاف عون، وستكون حكما في يد أمينة، لما عرفت فيكم من تبصر وشجاعة وإقدام، وعلم وخبرة وثقافة عالية، وقبل كل شيء من التزام ومناقبية وتفان في أداء المسؤولية والواجب. أستودعكم اليوم هذه العائلة العسكرية الكبرى، التي قضيت في كنفها أكثر من أربعة عقود بحلوها ومرها، فأيقنت بحكم التجربة على أرض الواقع، أنها قلعة وطنية عصية على الرياح، وأنها مدرسة وطنية وأخلاقية لا تخترق. أستودعكم المؤسسة بإنجازاتها وإرث شهدائها وجرحاها، وتضحيات بعض عسكرييها الذين لا يزالون قيد الاختطاف. فتحية إكبار وإجلال إلى هؤلاء الرجال الأبطال. أستودعكم إياها لمواصلة العمل الدؤوب على تعزيز قدراتها العسكرية بالتعاون مع كل شقيق وصديق، وبالحفاظ على كرامات ضباطها وجنودها وحياتهم الاجتماعية والمعيشية اللائقة».
وتابع: «أدرك أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لتطوير المؤسسة، وأنه لا يزال الكثير من المهمات الدفاعية والأمنية الدقيقة التي تنتظرها في مقبل الأيام، لكني على ثقة تامة بقدرة المؤسسة على مواجهة الأخطار والتحديات، وبقدرتكم شخصيا على قيادتها بكفاءة عالية في ظل عهد جديد على رأسه فخامة الرئيس العماد ميشال عون، الذي يدرك تماما وطنية هذه المؤسسة، وسيستمر في رعايتها الى أبعد الحدود، لتبقى دائما على قدر آمال الدولة والمواطنين».
وختم: «إن إخلاصي لهذه المؤسسة التي أغادرها اليوم حضورا لا عقلا وفكرا، سيبقى نابضا في قلبي ووجداني، فلا تبخلوا بطلب أي نصيحة أو مشورة، وثقوا بأني سأكون إلى جانبكم في كل ما تحتاجون إليه. وفقكم الله في تحمل هذه المسؤولية النبيلة، لتبقى راية الجيش شامخة عزيزة، في كنف وطن سيد حر مستقل».

 عون

ثم القى عون كلمة قال فيها: «إن العطاء والتجدد في الحياة العسكرية، هما عملية مستمرة لا يمكن أن تتوقف في أي حال من الأحوال، فجيل يسلم الشعلة إلى جيل، وقائد يسلم الأمانة إلى قائد، والأهم من ذلك كله، أن يراكم الخلف على ما بناه السلف من إنجازات، وأن يسعى دائما إلى التطوير والتحديث في إطار الحفاظ على الثوابت والمبادئ والقيم العسكرية التي تعتبر بمنزلة البوصلة التي توجه الجيش نحو تحقيق أهدافه المنشودة. من هنا، ومن هذه اللحظة التي تجدد فيها المؤسسة العسكرية ديناميتها أعدكم وأعد أبناء المؤسسة والوطن بالآتي:
- أن أعمل كل ما بوسعي لتبقى هذه المؤسسة الضمانة الأكيدة لحماية وحدة لبنان والحفاظ على سيادته واستقلاله وكرامة شعبه.
- أن أسعى بكل ما أوتيت من جهد وخبرة ومعرفة لاستكمال ما بدأتم على صعيد تطوير قدراتها، عديدا وعتادا وسلاحا وتدريبا، لتكون جاهزة في أي ظرف من الظروف للدفاع عن لبنان في مواجهة أعداء الوطن وفي مقدمهم العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية والإرهاب وخلاياه على الحدود الشرقية وفي أي منطقة من مناطق الوطن».
وتابع: «أن أحافظ على مكانتها المؤسساتية، كنموذج رائد للعمل المؤسساتي في الدولة، لجهة تطبيق معايير الكفاءة والنزاهة والاستقامة والشفافية، في التطويع والترقيات والتشكيلات وإدارة المال العام وتحصين أفرادها على المستويين المهني والأخلاقي، في مقابل السهر على تأمين الحماية الاجتماعية لهم ولأفراد عائلاتهم، وحياة معيشية كريمة تليق بجهودهم وتضحياتهم.
- أن أحافظ على ثقة المواطنين بالجيش، جميع المواطنين، على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم ومناطقهم.
- أن تستمر مؤسسة الجيش وفية لتضحيات الشهداء والمصابين وعائلاتهم، وأن تبذل أقصى الجهود وبكل الوسائل الممكنة لتحرير العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية.
- أن أسهر على بقاء المؤسسة، محصنة من سموم الغرائز الطائفية والمذهبية والمناطقية».
وبعد انتهاء الاحتفال وضع العماد عون إكليلا من الزهر على نصب شهداء الجيش في وزارة الدفاع الوطني، تكريما لأرواحهم الطاهرة.