لبنانيات >أخبار لبنانية
بين الإيجابية والضبابية.. أين رست جهود وقف إطلاق النار في لبنان؟
بين الإيجابية والضبابية.. أين رست جهود وقف إطلاق النار في لبنان؟ ‎الأحد 24 11 2024 16:42
بين الإيجابية والضبابية.. أين رست جهود وقف إطلاق النار في لبنان؟

جنوبيات

تبخرت الأجواء الإيجابية التي سادت في لبنان بعد زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين، وحلت مكانها أجواء ضبابية وتساؤلات حول مصير وقف إطلاق النار في ظل التصاعد الكبير الذي تشهده الغارات الجوية على المناطق اللبنانية، والعليات العسكرية الدائرة في منطقة الجنوب.

وقال المحلل السياسي عبد النبي بكار، إنه "في السياسة والدبلوماسية، وخاصة خلال أي مفاوضات لا يوجد انسداد للأفق، فهذه المفوضات غالبا ما تكون عرضة للتطورات السياسية أو العسكرية أو كلاهما، كما أن طرفي الصراع أو على الأقل أحدهم يحاول الاستفادة من الوقت الناتج عن المماطلة وهذا ما ينطبق تماما على وضع الحرب بين إسرائيل وحزب الله".

وأضاف بكار أن "هوكستين نقل إلى لبنان الورقة الأميركية التي تضم 13 نقطة والتي كانت واشنطن قد وضعتها أساسا بالتشاور مع تل أبيب".

و"هوكستين لم يغادر لبنان إلا بعد تذليله معظم العقبات ليشيع التفاؤل ومعه العديد من السياسيين البنانيين، وفي تل أبيب لم تبقَ إلا ساعات قليلة ولم تنتشر أجواء مشابهة كما لبنان ليتبين أن الأمور تبقى على ما هي عليه"، بحسب الخبير.

ويؤكد بكار أن "ما يشير إلى ترحيل إسرائيل للهدنة المؤقتة أو وقف إطلاق النار، أنها لم تعلن عن وجود أي عرقلة بل على العكس تم التسريب من خلال وسائل إعلامية شبه حكومية بإمكانية الوصول إلى الاتفاق في وقت قريب، مع عدم الإشارة نهائيا إلى أي نقاش تقني مع هوكستين، ومع عدم التصعيد السياسي تم اللجوء إلى التصعيد العسكري من خلال تكثيف الغارات الجوية بالتزامن مع عمليات التوغل في المنطقة الجنوبية".

ومن جهته، قال الباحث السياسي محمود مرتضى، إن "كل المعطيات والمعلومات والمؤشرات تدل على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مصر على تمديد الحرب إلى حين تسلم الرئيس دونالد ترامب سلطاته بالكامل العام المقبل، فهو من ناحية يريد تقديم هدية للرئيس الجديد ومن ناحية أخرى يريد الحصول على أكبر قدر من المكاسب على الأرض للحصول على شروط أفضل من الجانب اللبناني".

وما يتيح المناورة لنتنياهو، بحسب الباحث السياسي، هو "التحرر الحالي من القرار الأميركي وعدم قدرة البيت الأبيض فرض الضغوط لوقف الحرب، وبالتالي فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد للإدارة الأميركية الحالية ان تحقق أي مكسب بل سيسعى إلى إفشال أي إنجاز للإدارة الحالية، كما ستتيح المناورة هذه الوقت الكافي لنتنياهو محاولة تذليل مشاكله الداخلية سياسية كانت أو قضائية كون كل الملفات المجمدة ستعود إلى الواجهة مجددا بعد وقف الحرب".

لذا، فإنه من الواضح، وفقاً لمرتضى، أن "المنطقة ستنتظر زيارة المبعوث الجديد ستيف ويتكوف، لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق وقف النار وتثبيته لفترة 60 يوما ليتم بعدها الانتقال إلى تنفيذ القرار 1701 بعد نشر الجيش اللبناني جنوب منطقة الليطاني".

ويتوقع الجميع أن "ويتكوف والمعروف عنه بأنه مفاوض بارع وله نفس توجهات ترامب المتعلقة بوقف الحروب والقيام بالصفقات السياسية والتجارية كونه يأتي من خلفية رجال الأعمال أيضا".

وأضاف المحلل: "الإدارة الجديدة ستعمل على تذليل كل العقبات الحالية وتعديل ما يمكن تعديله من النقاط الـ13 للدخول مباشرة في مرحلة وقف النار، التي لن تهدف فقط إلى وقف الحرب على لبنان بل تأمين المستوطنات الإسرائيلية الشمالية المحاذية للجانب اللبناني، وهو ما يريده نتنياهو لإنقاذ ماء الوجه أمام الداخل الإسرائيلي كونه قام بهذه الحرب من الأساس تحت هذه الذريعة ولم ينجح بها إلى الآن رغم الغارات العنيفة والتوغلات البرية وإعلان إسرائيل بأنها دمرت 75% من القدرات لصاروخية لحزب الله".

المصدر : إرم نيوز