مقالات مختارة >مقالات مختارة
وتبقى المدينة في حُسن بهائها
الاثنين 25 11 2024 08:54جنوبيات
قصف ونسف واغتيالات ودمار ودخان ونزوح وعيش ثقيل، يحاولون بكل هذا عبثاً في تشويه بهاء هذه المدينة عن عمد وسابق تصوّر وتصميم لأنها عكس صورتهم، حريّتها تدحض ظلمهم، تسامحها يناقض حقدهم، تاريخها الناصع يظهر تاريخهم المأزوم.
بيروت التي تفتح ذراعيها بمحبة للقريب وغريب النيّة السمحة لم تعرف يوماً كمّ الأفواه واستباحة الحرمات وظلمات الزنزانات وزوار الفجر.. كل هذا لا يناسبهم هم القادمين من وراء البحار حاملين رايات الاستيطان والتهجير وطرد الإنسان من أرضه واقتلاع جذوره كما يظنون.
مدينة تعشق الفجر ولا ترضخ لمؤامرات ودسائس الغرف المعفنة. لها من تاريخها مناعة اسفنجية قادرة على امتصاص كل محاولات تشويه معالمها وإرهاب إنسانها.
جحافل وجحافل مرَّت وغابت كأنها لم تكن ولم تستطع تغيير ملامح حضارتها..
ويأتون اليوم بالنار والبارود يجرّبون ما سبق ان حاولوه وخرجوا إذلّاء (لا تطلقوا النار نحن راحلون)..
ما زلنا نتذكّر أصوات مكبرات الصوت وهي تصدح في الشوارع الرئيسية يوم تحوّل حلمها غضباً وتحوّلت طيبتها ناراً ولهباً.
أم الشرائع أقوى من كل أطنان متفجراتهم ومحاولات دسّهم وسمومهم، هي تعرف كيف تحصّن دروعها وكيف تقذف إلى زبالة التاريخ كل محاولات تلطيخ حاضرها.
كل مفرقعاتكم لن تصل إلّا إلى الهباء..
وكل هذا الأزيز في سمائها سيعود إلى سمعكم..
وتبقى بيروت هي الأم الحاضنة..
محبّة لمن أحبّها..
شرسة في دفاعها عن تاريخها..
متألّقة في حاضرها على الرغم من كل هذا الديجور وكل هذه الضوضاء.