بأقلامهم >بأقلامهم
«فيديوهاتكم».. أشد قتلاً
جنوبيات
هل يدري ان من يمسك بالكاميرا إن كان مصورا تلفزيونيا او مواطنا عاديا، وهو ينتظر لحظة وصول الصاروخ الإسرائيلي واستهداف المبنى الذي أشار اليه المتحدث باسم جيش الاحتلال باللون خلال تهديداته «الخرائطية»، انه اعنف واقسى من الإسرائيلي.
لأنه لو سألت محطات التلفزة التي تتسارع لنقل صورة الغارة، وتعليق مراسلها عليها انها غارة عنيفة جدا، والانتقال بكل بساطة الى خبر ثان او الحديث عن غارة ثانية، لا يقدم ولا يؤخر في حياتنا كلبنانيين ومشاهدين، ولا يخدم الاعلام بشيء، سوى انهم يوجهون رصاصة الى رأس او قلب المواطن الذي عرف عبر التهديدات ان منزله هو الذي سيسقط في هذه اللحظة، هل تدركون ان المستهدف منزله يخاف النظر الى الفيديوهات التي تنشروها، كي لا يرى حقيقة ما حصل.
هل يدركون ان هذه الدقائق او الثواني القليلة المنقولة على الهواء مباشرة أصعب دقائق ممكن ان تمر على حياة شخص ستتناثر ذكرياته على الهواء مباشرة، وسيتطاير جنى عمره لحظة ارتطام الصارخ بالمبنى، فلماذا لا نكون رحماء عليهم ونجنبهم هذه اللحظات الصعبة، لماذا نلهث دائما وراء الصورة على حساب انسانيتنا، اليس علينا تغير نمط عملنا كصحافيين ومصورين، ونسأل نفسنا بماذا خدمنا القضية والإنسانية.
وغدا مع وقف إطلاق النار ستراهم يدوسون على الركام وكأنهم يدوسون على أشلاء اشخاص وقلوب كل امرأة ورجع فنوا عمرهم ليبنوا هذا البيت، ليسألونهم فقط عن مشاعرهم بعد عودتهم الى منازلهم المدمرة ومناطقهم الخالية من الحياة.