لبنانيات >أخبار لبنانية
آثار الحرب على الصناعة: 30% من المصانع توقفت عن العمل
الخميس 5 12 2024 07:18جنوبيات
لا شك بأن التداعيات الأعمق للحرب تقع دائماً على اقتصاده المتهالك أساساً، وعلى قطاعاته الإنتاجية التي تعاني منذ سنوات من ظروف سياسية واقتصادية وأمنية تعاكس دورة الإنتاج، وتقلّص مقومات صمودها لتأتي هذه الحرب وتزيد من معانات هذه القطاعات، فالصناعات اللبنانية واحدة من القطاعات الإنتاجية التي تضررت بشكل مباشر، وهي ليست على ما يرام وإذا كان بعضها، مما يقع تحت خطوط النار، توقف كلياً عن العمل منذ توسع العدوان الإسرائيلي من الجنوب إلى البقاع وضاحية بيروت.
نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش يشير إلى أنه لا شك بأن الصناعة لم تتضرر كثيراً خلال الحرب الضروس التي مر بها لبنان ضد العدو الإسرائيلي خصوصاً في الشهرين الأخيرين،واليوم هناك 30% من المصانع الموجودة في المناطق الساخنة كانت متوقفة عن العمل،وباقي المصانع كانت تعمل بشكل طبيعي ولكن في إنتاجية أقل مما كانت عليه باعتبار أنه حدث نقص في العمال الأجانب الذين سافروا، وبعض العمال الذين انتقلوا من مدنهم وقراهم إلى مناطق أخرى.
ويؤكد بكداش في ما يتعلق بأعمال المصانع بأنها انخفضت جراء هذه الحرب إلى حدود الـ 50%،لأن هناك العديد من المصانع انخفضت مبيعاتها إلى حدود الـ 90%،أما المصانع الإستهلاكية والأدوية والمنظفات فكانت تعمل بشكل طبيعي، لذلك فالمعدل ككل انخفض بحدود الـ50% تقريباً.
ويكشف أنه في هذه الحرب لم تستهدف المصانع بشكل مباشر كما جرى في عدوان تموز عام 2006،لأنه في العام 2006 تعمَّد العدو الإسرائيلي استهداف المصانع لضرب الإقتصاد ككل، وكان التركيز آنذاك على المصانع والجسور والبنى التحتية وسواها،أما عدوان أيلول 2024 فكانت الأمور مختلفة على الإطلاق لأن المصانع لم يتم إستهدافها بشكل مركز،ولكن تم ضرب بعض المصانع بشكل جزئي أو كلي وعددها محدود جداً.
ويضيف بكداش: «لم نسمع من المنتسبين لجمعية الصناعيين بأن هناك أي مصنع قام العدو الإسرائيلي بتهديمه كليّاً، ولكن بحسب ما سمعناه من وزارة الصناعة بأنه في منطقة البقاع تم استهداف مصنع واحد وضرب بشكل كلي،وفي الجنوب المصانع التي ضربت سواء بشكل كلي أو جزئي كان عددها محدوداً أيضاً».
ويشدد على أنه بعد انتهاء الحرب الأمور عادت إلى سياقها الطبيعي،والعمال بمعظمهم عادوا إلى منازلهم من دون أن ننسى بأن هناك بعض المناطق في الجنوب لم يتسنَّ للعمال العودة فيها لبيوتهم، كما أن هناك بعض العمال في الضاحية لم يتمكنوا أيضاً من العودة إلى بيوتهم،ولكن الوتيرة عادت إلى ما كانت عليه سابقاً،ومع الدخول على شهر الأعياد حكماً لم تكن الأعمال في قوتها الطبيعية اللازمة،ولكن كل شيء عاد إلى ما كان عليه قبل الحرب والعمال عادوا إلى بيوتهم ومصانعهم.
ويوضح بأن نقل محتويات المصنع من منطقة إلى أخرى لإعادة تفعيل العمل في اليوم نفسه ليست في هذه السهولة التي يتم تصويرها،فكما هو معلوم على المستوى الصناعي فإن أقل مصنع بحاجة إلى شهرين أو ثلاثة أشهر لكي ينتقل من مركز إلى آخر،وهذا الأمر لم يحدث على الرغم من أن هناك بعض المصانع قامت بتفريغ المواد الأولية وبضاعتهم، ومن الممكن أن يكون البعض منهم قام بتفكيك مكناته،ولكن لا يوجد أي مصنع يُذكر استطاع أن يعيد تفعيل نفسه في مناطق أخرى لأن من لديه مصنع في منطقة معينة ويقوم بالذهاب إلى مصنع آخر ليقوم بعملية إستئجاره في ظل أزمة إقتصادية لا زالت قائمة فهذا أمر صعب للغاية، لذلك الـ 30% من المصانع التي أقفلت بسبب هذه الحرب لا زالوا مستمرين في إقفالهم وبعد الحرب الأمور عادت إلى طبيعتها.
ويختم بكداش قائلاً:« على صعيد الجنوب بالرغم من أن منطقة الغازية طالها العدوان الإسرائيلي،وضربت ولكن كانت المعامل هناك تعمل بوتيرة 50%،بينما هناك مناطق ضمن صور لم تتمكن من العمل، ولكن الكل عاد إلى العمل لأن المصانع لم تتضرر بالرغم من الأضرار التي أصابت هذه المصانع جراء الضربات الإسرائيلية، ولكن إعادة التأهيل في هذا الصدد لم تستغرق وقتاً كثيراً لكي تعود المصانع إلى ما كانت عليه،من دون أن ننسى أن الصناعة بقيت متضررة من الإقتصاد غير الشرعي السائد، ونأمل مع الحديث عن أن الدولة ستعيد بسط سيادتها على كافة الأراضي اللبنانية بأن تضع حداً لهذا الإقتصاد خصوصاً على المعابر البرية والبحرية والجوية مع وجود الجيش اللبناني على هذه المعابر، ووقف التهريب بموجب هذا الوجود فبمجرد تفعيل دور الجيش اللبناني وبسط سلطته في هذه المعابر يعتبر مؤشراً جيداً في طريق توقيف التهريب».