بأقلامهم >بأقلامهم
إلى مغتصبي الطرقات!!
جنوبيات
أما وقد انتهت أزمة النزوح بجزئها الأكبر.. مع وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل 9 أيام بالتمام.. لكن «ظاهرة» غريبة ما زلنا نلحظها في العديد من الشوارع البيروتية.. لاسيما بشارة الخوري، رأس النبع، البربير، النويري، سليم سلام، مار الياس، الضناوي، مع شوارع الحمراء وفردان الداخلية.. التي أصبحت مكتظة بسيّارات على «مد عينك والنظر».. «مركونة في الممنوع» دون حسيب أو رقيب..
وإنْ كانت الذريعة هي النزوح.. فببساطة اليوم الكم الأكبر ارتحل.. يعني لم يعد من داعٍ لتواجد السيارات متراصة في وسط الطريق.. خصوصاً عند تقاطع بشارة الخوري.. أو داخل النفق المؤدي إلى وسط العاصمة.. أو الوسطيات على طول الطريق باتجاه البربير.. ناهيك عن محاذاة مستشفى البربير..
هذه الانتهاكات كان مسكوت عنها خلال زمن الحرب.. على قاعدة «مرغم أخاك لا بطل».. لكن اليوم ما الذريعة لبقائها.. يومياً صباحاً أو مع توقيت مغادرة التلامذة لمدارسهم والموظفين لأشغالهم.. تزدحم الطريق وتتراص السيارات طوابير مئوية.. صراخ وأبواق سيارات تتعالى.. يُضاف إليها وابل الدراجات النارية.. التي تقفز من هنا وهناك «عكس السير».. وهدفها الوحيد الفرار وعدم البقاء «علقانين بالعجقة»..
أما الطامّة الكبرى فهي غياب رجال الأمن وشرطة السير.. للهم إلا عند بعض التقاطعات التي «تتدفق دماء الكرامة في عروق شرطي درّاج».. فيترجّل عن درّاجته ويعمل على فتح الطريق المزدحم بالسيارات.. حتى أصبح واحدنا «يحسب ألف حساب» للمشوار الذي يستغرق 10 دقائق.. فيقطعه بما يقارب الساعة.. وهو ما أعايشه يومياً ذهاباً في الصباح وإياباً في المساء..
هنا سؤال ليس إلى الحكومة أو وزارة الداخلية المعنية برجال أمنها.. بل السؤال إلى «مغتصبي الطرقات»: بأي حق وأي أخلاق وأي دين أو ضمير تركن سيارتك عند هذا التقاطع أو هذه الزاوية؟!.. شعارك الأوحد للهم نفسي.. «أنا صفّيت سيّارتي ومتل إجري الناس.. ويا ويلو ويا سواد ليلو اللي بيعترض».. لكأنّه يطعن نازحاً في شرفه!!