من أصعب اللحظات التي يعيشها الأهل هي حينما يبكي اطفالهم خصوصاً إذا ما كان السبب الخوف أو الخشية من ترك ذويهم لهم، وهذا ما يحصل عادة في اليوم المدرسي الاول، أو اليوم الاول في دور الحضانة. ترى الأهل احيانا يذرفون الدموع هم ايضا، أمام مشهد أولادهم الغارقين في البكاء، في مواجهة هذا المجهول!

تجمع الدراسات على أهمية دور الحضانة في مجالات مختلفة بالنسبة الى الاهل والطفل على حدٍّ سواء، إذ أنها بداية تساعد الاهل وخصوصا الام في الانفصال عن طفلها، والتأقلم مع فكرة ابتعاده عنها قبل انتقاله إلى صفوف المدرسة، كما أنّها تساعد الطفل على الاعتياد على مرحلة جديدة والتعرّف إلى عالم آخر بعيد عن حضن الاهل.
كثيراً ما تغيّر الحضانة في اطباع الأطفال، لاسيما الخجولين منهم والمتعلّقين بأهلهم، والذين يصعب قليلاً التعامل معهم، إذ أنّ ارتياد الحضانة يساعد الطفل على اكتساب ثقة عالية بالنفس كما تعلّمه احترام الآخرين ومشاركتهم في أغراضه، من خلال اللعب مع أترابه.

كما تساهم دور الحضانة في مساعدة الطفل على تحسين قدرة الابداع لديه وزيادة تركيزه، وقد اظهرت الدراسات الحديثة أنّ الاطفال الذين يرتادونها تكون لديهم مهارات اجتماعيّة متميّزة، كما أنّ تعرضهم للفيروسات والالتهابات هناك تساعد في تقوية مناعتهم وتقلّل من خطر إصابتهم بسرطان الدم.

إلا أن الحيطة واجب، إذ أنّ أموراً عدة يجب التنبّه اليها قبل ارسال الأطفال إلى الحضانة، أوّلها التأكد من مقوّمات السلامة العامة ومستوى النظافة فيها، بحيث لا يتعرّض الطفل لأيّ حادث أو مكروه، كما التأكد من أنّ عدد المشرفين أو المشرفات كافٍ للاهتمام بمجمل الأطفال. كما ينبغي على الأهل التأكد من وجود ممرّضة، تدرك كيفيّة التعامل مع أيّ طارئ في حال حصوله.
كذلك يجب على الأهل ملازمة الطفل في الحضانة خلال الأيام الأولى، حتى يتأقلم ويشعر بالامان، وفي حال كان الطفل خائفاً ممّا ينتظره أو يعاني من مشكلة في الانخراط مع الاطفال، يمكن تسليته في طريق الذهاب والاياب كي يشعر بالمرح والحماس يوميّاً، كما يمكن للاهل أن يلعبوا معه أو مع أصدقائه في الحضانة الامر الذي يسهّل عليه مسألة التقرب من الآخرين.

إلى ذلك، يوصي الأخصائيّون بعدم إرسال الأولاد إلى الحضانة في عمر مبكر جدّاً، أي في عمر السنة أو أقلّ لأن هؤلاء سيقلّ ارتباطهم بأهلهم كما أنّهم يتعرّضون لنسبة أعلى من احتمال التقاط العدوى من الأطفال الآخرين.