لبنانيات >أخبار لبنانية
الانتخاب ينتظر التوافق والرئيس بري لن يتراجع عن الجلسة
الجمعة 6 12 2024 10:09جنوبيات
على الرغم من ضبابية المشهد الرئاسي قبل نحو أربعة أسابيع من الموعد الذي حدده رئيس المجلس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية، لا تعكس الصورة حقيقة أن الاتصالات البعيدة عن الأضواء قد بدأت منذ إعلان موعد الجلسة، وينتظر أن ترتفع وتيرتها اعتباراً من الأسبوع المقبل، بعدما تبين للقيادات السياسية أن التعامل مع هذا الاستحقاق خارجياً لا يقل جدية وضغطاً وزخماً عن الضغط والجدية والزخم عينها التي أدت إلى توقيع اتفاق وقف النار بين
وحده بري فهم هذا الوضع، ربما بسبب ما سمعه ولا يزال من المسؤولين الدوليين على أعلى المستويات، سواء بالاتصالات أو باللقاءت معهم، إذ لمس إجماعاً دولياً غير مسبوق على أولوية انتخاب رئيس وإعادة تكوين السلطة السياسية في البلاد. لا يغفل أي زائر للبنان أو موفد إعطاء الأولوية لهذا الموضوع وتحميل رئيس المجلس مسؤوليته، انطلاقاً من موقعه على رأس السلطة الثانية. من هنا حرصه على دعوة النواب إلى جلسة حدد موعدها في التاسع من الشهر المقبل، إيفاء بوعده بأن الرئاسة فور وقف النار ستدعو إلى جلسة. كذلك دعا السفراء وممثلي المنظمات الدولية إلى المشاركة اقتناعاً منه بأن الجلسة يجب أن تكون حاسمة لانتخاب رئيس.
يمسك بري في يده قرار الثنائي الشيعي بعدما أوكل إليه "
حزب الله" هذه المسؤولية، بحيث يلتزم نواب الحزب قراره وليس العكس، كما كان يحصل سابقاً. وهذا يعني أنه لن يكون للحزب حق النقض أو تعطيل أي توافق على اسم مرشح يحظى بتوافق الحد الأدنى المطلوب من الميثاقية الطائفية. ويعي بري حجم التحدي والمسؤولية الملقاة على عاتقه في سبيل تقريب وجهات النظر والتباينات حيال الاسم الذي سيحظى بالتوافق، أقله من كتلة مسيحية واحدة تؤمن له التمثيل المسيحي. لا يواجه عقبة على المقلب الشيعي أو السني أو الدرزي، بل على المقلب المسيحي حيث هناك تباين واضح حيال الأسماء المرشحة، بحيث يرضى فريق ويرفض آخر، ما يحول دون إجماع مسيحي لا يبدو أنه سيتحقق على اسم مشترك في ظل الحسابات الانتخابية لكل فريق وإيمانه بأنه قادر على إيصال مرشحه، ولا سيما أن الاسم الأقرب إلى بري يحظى بقبول "التيار الوطني الحر" وتعارضه "القوات اللبنانية".
وفي هذا السياق، علم أن النائب غسان سكاف يضطلع بدور جدي بعيداً من الأضواء في التواصل مع مختلف الأفرقاء وبري، إلى بلورة التوافق على الاسم المطروح أو أي اسم يحظى بقواسم مشتركة، ينتظر أن تتبلور معالمه في الأسابيع القليلة المقبلة، خصوصا أن السلة بدأت تتقلص مع بدء الغربلة الجدية للأسماء التي يمكن أن يكون لها حظوظ بالتوافق. والمفارقة أن هذه السلة تجمع حتى الآن 4 جنرالات، هم الأكثر حظاً.
لا يزال أمام الثنائي عقدة تمسكه بمرشحه النائب السابق سليمان فرنجيه بعدما جاءت التطورات الأخيرة لتلعب ضد مصلحته، فهل يوافق فرنجيه على التحول من مرشح رئاسي إلى صانع رئيس عبر انسحابه لمصلحة مرشح آخر؟ وهل تتقاطع طريق "القوات اللبنانية" مع طريق بري لإنتاج رئيس، بحيث تسحب البساط من تحت أقدام "التيار" وتستعيد موقعها الطبيعي الوازن مع كتلة من 20 نائباً، فتعود إلى الحياة السياسية بعد انسحابها منها في الفترة الماضية؟
المؤكد أن الجلسة قائمة والنصاب متوافر لكن التوافق لم يحصل بعد!