وقد ساهمت أحداث سوريا في تعزيز هذا الالتزام. لكنّ الانقسامات الداخلية والخارجية، وتعدّد أسماء المرشحين، كل ذلك يوحي بصعوبة الاتفاق سريعاً، ما يجعل السيناريو الأقرب إلى التحقق هو في شرط توفّر نصاب الثلثين لافتتاح الجلسة، أي 86 نائباً من أصل 128. لكن قد يكون صعباً أن يحصل أي مرشح على 86 صوتاً في الدورة الأولى، ما يعني عقد دورة ثانية تفرض على الفائز الحصول على أكثرية 65 صوتاً، وهو ما يُستبعد أن يحصل، فتنطلق سبحة الجلسات المفتوحة بانتظار حصول تفاهم.
وكتبت "الأخبار":
قبل ثلاثة أسابيع على الموعد المفترض، انطلقت المناورات من قبل جميع اللاعبين، علماً أن التطورات التي يُمكن أن تحصل حتى تاريخ الجلسة من شأنها خلط الأوراق، رغم أن التطورات، منذ عدوان أيلول وحتى سقوط الرئيس بشار الأسد، لم تحدث انقلاباً يتيح لفريق واحد السيطرة على الاستحقاق. وقد تعزّز الانقسام لعدم وجود موقف خارجي موحّد. ويمكن تفصيل خارطة التحالفات كما تظهرها الاتصالات كالآتي:
على المستوى الخارجي، تتفق «اللجنة الخماسية» المعنية بالملف اللبناني على مبدأ انتخاب الرئيس في أقرب وقت، كما تتفق حول مواصفاته وجدول أعماله والمشروع الذي يجب أن يحمله ويعمل على تنفيذه. لكنّ هذا التوافق يسقط فجأة عندما يبدأ التداول في الأسماء، إذ إن لكل عاصمة مرشحاً من اللائحة الطويلة. وإذا كانت الولايات المتحدة ومعها المملكة العربية السعودية تدفعان في اتجاه دعم قائد الجيش، فإنهما لا تمانعان تأجيل أي جلسة لا تضمن انتخابه.
أما في فرنسا ففي جعبتها ثلاثة أسماء تروّج لها وتسعى إلى أن يكون رئيس الجمهورية المقبل من بينها، وفي مقدّم هؤلاء:
- سمير عساف
- الوزيران زياد بارود وناصيف حتي
فيما يدعم القطريون المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. أما المصريون، الذين ليس لديهم اسم بعينه، فيؤكدون تأييدهم لأي مرشح توافقي.
أما على المستوى الداخلي، فتبدو الأمور متشابكة إلى حدّ كبير، إذ يفضّل الرئيس بري اسماً من اثنين: البيسري وجورج خوري. بينما يؤيد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ترشيح البيسري، لكنه، متذرّعاً بوجود فيتو أميركي عليه، يدفع إلى الترويج لانتخاب الوزير السابق زياد بارود.
وأضافت "الأخبار" أن باسيل بعث قبل أيام برسائل إلى الثنائي أمل وحزب الله، قائلاً إن محور المقاومة خسِر ولا يزال يخسر، وإنه تراجع عن رفضه دعم البيسري، لكنه ينصح بدعم بارود.
من جهته، رئيس تيار «المردة» المرشح سليمان فرنجية لديه وجهة نظر مختلفة، وهو قال في اجتماع مع النائب علي حسن خليل ومستشار رئيس المجلس أحمد البعلبكي: "اذهبوا وانتخبوا مباشرة باسيل أو جعجع. وأنا لن أنسحب من أجل أشخاص سيأتون كواجهة لطرف ويتكرر مشهد رئيس الظل"، مشيراً إلى أنه مع ترشيح النائب فريد هيكل الخازن.
وبينما لا يزال موقف حزب الله غامضاً، يكرر قائد القوات اللبنانية سمير جعجع الحديث عن مطالب سياسية أبرزها أن يلتزم أي مرشح بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بصورة كاملة. من جانبه، النائب السابق وليد جنبلاط لا يزال يُصرّ على عدم استفزاز حزب الله وحركة أمل بمرشح مواجهة، لكنه لا يريد أيضاً دعم مرشح يستفزّ المسيحيين. أما موقفه من وصول قائد الجيش فليس سلبياً.
وكتبت "اللواء":
في ما خص زيارة الموفد القطري، ذكرت مصادر نيابية بارزة لـ«اللواء» أن الموفد لم يحمل أي اسم، بل شجع على إتمام الاستحقاق الرئاسي في جلسة 9 كانون الثاني 2025.
وحسب المعلومات التي توافرت لـ«اللواء»، فإن الخليفي جاء مستفسراً عن التطورات الجديدة حول كل الأمور لا سيما الملف الرئاسي والوضع في الجنوب كما تأثيرات الوضع المستجد في سوريا، وكان مستمعاً أكثر مما هو متحدث، ولم يحمل اقتراحات جديدة حول الرئاسة لكنه أبدى استعداد قطر للمساعدة في إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي ودعم لبنان في كل المجالات التي يطلبها، لا سيما دعم الجيش ليقوم بواجباته لتطبيق وقف إطلاق النار والانتشار في كامل مناطق جنوب الليطاني.
أما المسعى القطري حول الملف الرئاسي فهناك نوع من التكتم حوله. وأوضحت المصادر أن الخليفي سيزور دمشق بعد لبنان للبحث مع السلطات الجديدة في فتح السفارة القطرية وفي مسار الأمور في سوريا وكيفية ترتيب انتقال السلطة.
وأضافت "اللواء":
وحسب مصادر نيابية مختلفة عن التطورات، فإن سمير جعجع «مع التقاطع على مواصفات معينة هي غير متوفرة بالأسماء التي يطرحها باسيل، وأن فرنجية لم يسمِّ النائب فريد هيكل الخازن وحده، بل ووفق مصادر المردة، فقد أبلغ فرنجية النائب علي حسن خليل تأييده لقائد الجيش العماد جوزاف عون في حال ترشحه والنائب إبراهيم كنعان كخيار توافقي قابل للتقاطع مع القوات والمعارضة وتكتل الاعتدال والثنائي الشيعي».
وفي حين تنتظر المصادر المطلعة أن يعلن فرنجية موقفه غداً في إطلالة ستنقل تلفزيونياً، تدعو المصادر إلى متابعة حركة النائب جورج عدوان الذي يعمل بشكل حثيث وجدّي على خط المعارضة ومعراب من جهة وعين التينة من جهة أخرى، في سياق مساعي العمل على التوافق المنشود.
وكتبت "الديار":
لا يزال تصاعد الدخان الرئاسي الأبيض غير مضمون في 9 من الشهر المقبل، وذلك على الرغم من إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الترويج لأجواء تفاؤلية.
فقبل نحو 20 يوماً على موعد الاستحقاق، لا يزال الغموض سيد الموقف في ظل تعقيدات داخلية وخارجية. وتتعامل بعض القوى مع حزب الله على أساس أنه قد هُزم في الحرب مع الكيان الإسرائيلي، وتعرض لنكبة مع سقوط النظام السوري، معتبرة أن الوقت قد حان لحصد الأرباح بدءاً من رئاسة الجمهورية.