أصدر مصرف سوريا المركزي نشرة سعر الصرف الجديدة التي تشمل عدة عملات أجنبية مثل الدولار الأمريكي، واليورو الأوروبي، والريال السعودي، واليوان الصيني، والروبل الروسي، وذلك لأول مرة منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وحدد مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي عند 12500 ليرة، في أول نشرة أسعار رسمية يصدرها منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

وحقق سعر صرف اليورو مقابل الليرة السورية مستوى 13148.23 ليرة، بحسب المركزي السوري.

وقال متعاملون في دمشق لرويترز، إن هذا التحسن في قيمة العملة السورية يعزى إلى عدة عوامل، أبرزها عودة الآلاف من السوريين الذين لجأوا إلى دول أخرى خلال سنوات الحرب، بالإضافة إلى الاستخدام المتزايد للدولار والعملة التركية في الأسواق المحلية.

وكانت أسعار الصرف خلال حكم الأسد تتراوح بين عدة مستويات رسمية بالنسبة لشركات الصرافة والتحويلات المالية الدولية ووكالات الأمم المتحدة، بينما كانت هناك أسعار أخرى في السوق السوداء.

وفي السابق، كان التعامل بالعملات الأجنبية في المعاملات التجارية قد يعرض الأفراد لعقوبات قانونية شديدة، حيث كانت هناك مخاوف شديدة من مجرد التحدث عن الدولار علنًا.

كما أكدت مصادر لرويترز، أن احتياطي الذهب في سوريا لم يتأثر خلال الحرب المستمرة منذ 13 عامًا، إلا أن احتياطيات العملة الأجنبية للنقد الفعلي تظل ضئيلة للغاية، نتيجة عدة أسباب، أبرزها العقوبات الغربية والانهيار المالي في لبنان المجاور، فضلاً عن خسارة الحكومة السورية للأراضي المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد.

وتسعى الحكومة السورية الجديدة، التي تشكلت بعد السيطرة على دمشق، إلى تحسين الوضع الاقتصادي من خلال رفع الأجور وتقديم أولويات لتحسين الخدمات العامة.

كما أبلغت الحكومة قادة الأعمال بأنها ستتبنى نموذج السوق الحرة وتعمل على دمج سوريا في الاقتصاد العالمي، في خطوة نحو التحول بعيدًا عن سيطرة الدولة الطويلة الأمد على الاقتصاد.