بأقلامهم >بأقلامهم
الفكر النيّر...
الفكر النيّر... ‎الخميس 19 12 2024 08:45 د.هبة المل أيوب
الفكر النيّر...

جنوبيات

نأبى ان نسير في طرقات مظلمة لا نور فيها تساعدنا لرؤية ما يجب رؤيته بصورة جليّة لا لبس فيها، ونأبى ان نبقى مكاننا دون حراك او تغيير، لكن لا نأبى التطلع الى المستقبل بعين التفاؤل، فالتفاؤل يضفي على حياتنا الطمأنينة والأمل والبهجة، كما وأن التفاؤل يعطينا التحفيز اللازم للإستمرار بما هو خير لنا، لكن هل التفكير الزائد يتعبنا أم يفضي بنا الى وضع الأمور في نصابها الصحيح؟ هل الفكر هو الذي يحفز العقل على بلورة الأمور؟ ام ان عقولنا باتت مخدرة على القيام بالأعمال المعتادة دون التفكير بالأبعاد وما تؤول إليه الأمور؟  


نقول كما يقول ديكارت " أنا أفكر إذاَ أنا موجود" اي ان الإنسان لا يشعر بأنه متواجد على الأرض دون التفكير والتفكّر في كل الأمور التي تحيط به، فالتفكير يؤدي الى التساؤل والتساؤل باب من أبواب المعرفة والإدراك للحقائق المجهولة عن الإنسان او الغائبة عن تفكيره.   لا يمكن لنا ان  نعيش الحياة دون التفتيش او البحث عن سرّ وجودنا اي بمعنى معرفة انفسنا ، من نحن؟ ماذا نحب؟ ماذا نكره؟ ما الأمور التي تساعدنا لكي نرضى عن أنفسنا؟ وغيرها وغيرها من التساؤلات التي تحفز مخيلتنا على التفكير الإيجابي الذي بساعدنا على إلقاء الضوء على الجانب المظلم من حياتنا، فكل منا لديه جانب مظلم وعليه ان يجهد في معالجته والتغلب عليه، فحياتنا هي نتيجة تفكيرنا ونحن نكون بالصورة التي نحن عليها نتيجة ما نفكر به، اي ان التفكير هو الباب الذي يصلح كل امورنا والبصيرة هنا هي المنفذ الذي ندخل من خلاله الى التغيير والإنقلاب على الموروث والتقليد الأعمى لما وجدنا عليه آباءنا،  أوليست التبعية دون تفكير هي مرض العصر ومشكلته الرائجة؟  

كلنا نحيا الحياة بكل جوانبها الحلو والمر، والحياة تختبر صبرنا على قوة التحمل هل نحن قادرون على الإستمرار والمتابعة ام أننا ضعفاء نستسلم عند اول عاقبة تعترضنا، هل نحن اقوياء على التغلب على الصعاب، هل نحن نكتشف نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا هل يغلب الجانب العقلي الجانب العاطفي، متى نستطيع المثابرة والإستمرار بالقوة التي يجب ان نكون عليها، اسئلة كثيرة علها تكون المدخل لمعرفة انفسنا والتفكير لما هو لصالح التغيير والتطور.  
 

المصدر : جنوبيات