عام >عام
كبوجي مكرماً في الأونيسكو: رمز ناصع للقضية وبوصلة للمجاهدين
الخميس 16 03 2017 12:43جنوبيات
وفاءً وتكريماً لرموز النضال، أقام لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، وتحالف القوى الوطنية الفلسطينية، أمس الأربعاء، حفلاً تكريمياً للمطران المقاوم هيلاريون كبوجي، في قصر الأونيسكو ـ بيروت، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية.
بداية تم عرض فيلم عن حياة المطران الراحل، ثمّ قدّم للاحتفال عضو المجلس الوطنيّ اللبنانيّ للإعلام، غالب قنديل فاعتبر أن " كبوجي رمز كبير من رموز هذه الأمة، الذين ثابروا على صون المبادئ والقيم الكبرى، مبادئ الحرية والاستقلال والنضال الوطني في أصعب الظروف، وسيرته حافلة بمحطات نضالية، مشهودة بعروبة نابضة وحيّة وبحب لفلسطين."
لحّام
من ناحيته، سرد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وقائع تاريخية عن تجربته النضالية مع المطران كبوجي، وقال: "كان لفقيدنا هدف وحيد كبير هو فلسطين، ومنذ أن عُيِّن نائباً بطريركياً في القدس عام 1965 أصبح رمزاً للقضية الفلسطينية ونذر حياته لخدمة الفلسطينيين في الوطن، في أمكنة نزوحهم في البلاد العربية وفي العالم أجمع".
واعتبر لحام أن "فقيدنا هو حقاً بطل القضية الفلسطينية، إذ ظلّ يدافع عنها حتى آخر رمق من حياته متنقلاً في بلدان كثيرة. إنّ نضال فقيدنا الغالي المطران هيلاريون كبوجي وجهاده وتضحياته فخر لفلسطين ولسورية ولوطنه وللبلاد العربية كلّها وفخر لكنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك".
مراد
وألقى كلمة الأحزاب اللبنانية، رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وقال :"إن تكريم كبوجي هو تكريم لمناضل عربي مقاوم اتخذ من فلسطين وقضيّتها بوصلة حركته في الحياة وتحمّل في سبيل هذا الموقف الكثير من العناء والظلم، لقد تحمّل وصبر وظلّ على مبدئه بصلابة من دون أن يلين له عزم أو ينخفض له صوت أو تضعف لديه إرادة."
ولفت إلى أن "المطران كبوجي بما امتلك من فهم وبما مثّلته القدس له من رمزية، أبى إلا أن يكون على مستوى صليب الآلام، واختار طريق المقاومة للتعبير عن إيمانه، وترك هذه البصمة في سجلّ فلسطين مبرهناً أن قضية فلسطين قضية حق وعدل وشعب وستبقى عربية عربية عربية."
وأشار إلى أنّ "هذا المطران الصادق والمعتقد بالقضية الفلسطينية الذي غاب وفي قلبه غصّة على فلسطين والمنطقة العربية ترك إرثاً نضالياً لفلسطين لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو أن يطمسه."
وأكد مراد أن "القضية الفلسطينية ستبقى أمّ القضايا العربية وستبقى الرمز الأكبر لعروبتها"، موجّهاً التحية إلى "كلّ الصامدين في وجه العدو الصهيوني".
السيد
وألقى كلمة المقاومة، رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" النائب السابق، السيد ابراهيم أمين السيد فقال:" في الشأن الفلسطيني من الضروري الحديث بداية عن مطران القدس في المنفى والنائب البطريركي العام للقدس المطران الراحل هيلاريون كبوجي، وهو من أندر الظواهر في التاريخ الذي في علم اللغة يسمّى توارد الأفكار أو الانصراف الذهني إلى المعنى. المطران كبوجي لا يسعنا أن نقول إلا أنّه فلسطيني"، مشيراً إلى "أننا عرفنا زعماء يصغّرون القضية لتصبح بحجمهم، أما كبوجي فتواضع لتكبر القضية فيه، وكشف المنافقين والكذابين بِاسم الدين."
وقال السيد مخاطباً كبوجي: "لم تكن مع حق فلسطين فقط وضدّ إسرائيل، بل إنك نموذج لكل العرب في فلسطين، حيث لم تكن فلسطين جزءاً من اهتماماتك ولا نصفها، إنما كانت لك كل وجودك وكل اهتمامك ودينك وإنسانيتك، اذا كانوا لا يستحقونك فإن فلسطين والمقاومة تستحقك، وإن الضحايا يستحقونك والأسرى أيضاً".
وأوضح السيد أن "كل ما يجري اليوم يراد أن ينتهي لصالح إسرائيل من أجل زوال قضية فلسطين وسقوطها أمام الغبار والضجيج والصراخ الطائفي والمذهبي، وفُتحت يد إسرائيل لتفعل ما تشاء دولة يهودية ولا قدس ولا ضفة ولا دولة فلسطينية. فقط يمكن أن تمنحكم ساعة حرّية في غزة، المطلوب أن ينظر العالم إلى ما يجري في فلسطين وألا ينظر في فلسطين، إنما يفرض علينا النظر إلى ما يجري حول فلسطين".
وأوضح أن "الشعب الفلسطيني الفريد يواجه منذ أكثر من 60 سنة المؤامرة الاميركية ـ الاسرائيلية وبعض العربية، لكن بعد أكثر من 60 سنة فلسطين ستبقى والأنظمة ستنهار والأعداء سيفشلون".
علي
من ناحيته، قال السفير السوري في لبنان عبد الكريم علي:"النائب البطريركي العام للقدس المطران الراحل هيلاريون كبوجي، مثّل معاني الإنسانية وقدّم نموذجاً للتآخي المسيحي الإسلامي. كان مدافعاً عن قضايا شعبه، بعيداً عن أيّ اصطفافات ضيّقة. دافع عن الشعب الفلسطيني وتمسّك بعروبة القدس"، مضيفاً أن "كبوجي كان رجل دين وقائداً ومفكّراً ومناضلاً شرساً وحنوناً في آن."
وأشار إلى أن "كبوجي دعا إلى التشبّث بالأرض والسعي إلى استردادها. لم يؤمن بالطائفية أو التمييز، بل بالإنسانية والعدالة."
ورأى أن "في فلسطين قضية عابرة للطوائف"، موضحاً أن "المطران انضم إلى أسطولَي "حرّية غزّة" عام 2009 و2010، ونقل الأسلحة إلى الفلسطينيين في سيارته الخاصة".
وشدّد علي على أنّ "المطران كان رجل مبادئ وحصناً للمسيحية والإسلام والعروبة، وروحه ستظلّ خالدة".
الرفاعي
وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية في لبنان، ممثّل "حركة الجهاد الإسلامي"، أبو عماد الرفاعي فقال: "ليكن صحيحاً أنّ الرجال يُعرفون بمواقفهم، لأنّ التوقيت الذي يختاره هؤلاء الرجال لاتخاذ مواقفهم يضيف الكثير من معاني الرجولة إلى معدنهم. ومطراننا المقاوم الذي نحتفي به اليوم هو أصدق مثال على ذلك، لا يذكر أسم المطران كبوجي إلا ونذكر المقاومة بكل أشكالها من التصدي لسياسة الاحتلال إلى دعم المقاومة في الموقف والكلمة وبالسلاح أيضاً."
وأضاف:"لأن حياته جسّدت كلّ محطات النضال والكفاح استحق أن يكون مطران المقاومة، إنّ أعظم ما عُرف عن المطران كبوجي ثباته على الحق حتى آخر لحظة من عمره، فلم يضعف. جسّد المطران كبوجي في حضوره المشرّف في القدس في أدواره وأفعاله، وكما في مسيرته الكفاحية جملة معانٍ جعلت منه رمزاً ناصعاً من رموز القضية الفلسطينية التي كانت وستبقى بوصلة المجاهدين، وقضية الأمة المركزية وهو الآتي من سورية التي قدّمت منذ بداية الصراع مع الصهيونية شيخ المقاومين والمجاهدين عزّ الدين القسام إيماناً بأن فلسطين هي قلب العروبة مثلما هي قبلة المسلمين الأولى."
وتابع:"بالأمس القريب قدّمت فلسطين فارساً من فرسانها وهو المثقف المشتبك فادي الأعرج، شكّل استشهاد فادي تجسيداً لما يجب أن يكون عليه المثقف."
ورأى الرفاعي إنّ "ما يمثّله المطران كبوجي هو موقف رجل الدين الحقيقي الذي يتمسّك بالحق وبالحقيقة فلا يلقي الاتهامات جزافاً ولا يحرّف الحقائق التاريخية ولا يثير الضغائن."
الشامي
وختم الإحتفال بكلمة عائلة المطران الراحل، ألقاها الإعلاميّ غسان الشامي تناول فيها مزايا الراحل وخصائصه الفكرية والإنسانية والمقاومة
وقال:"لم يفارقه الوطن قيد شهقة. لم تغادره القدس ولم ينسَ قط انه خرج ذات صبيحة من باب أنطاكية في حلب ودخل بيت المقدس من باب دمشق حاملاً شعانين الارث الانطاكي المشرقي."