فلسطينيات >داخل فلسطين
١٤ عاما على رحيل راشيل كوري
١٤ عاما على رحيل راشيل كوري ‎الخميس 16 03 2017 12:49
١٤ عاما على رحيل راشيل كوري

جنوبيات

أمام مجزرة اسرائيلية وقفت الحقوقية الأمريكية راشيل كوري في ١٦ آذار عام ٢٠٠٣ متصدية لهدم بيوت الفلسطينيين في غزة، لتلقى حتفها تحت آلة الحرب، وتصبح “أيقونة” التضامن العالمي مع الفلسطينيين.

ففي مثل هذا اليوم قبل ١٤ عاما، ارتدت الناشطة معطفها البرتقالي وأقبلت نحو إحدى الجرافات الإسرائيلية ممسكةً بمكبر صوت في محاولة لمنعها من هدم بيت  فلسطيني وتجريف الأراضي الزراعية بحي السلام بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

ظنت كوري أن ملامحها الأجنبية وبشرتها الشقراء، ستشفع لها أمام أنياب المجنزرة، غير أنها سقطت في دقائقَ، جثة هامدة، بعد أن دهسها سائق الآلة العسكرية في عملية متعمدة، بحسب ما نقل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن متضامنين رافقوا كوري وقت الحادثة.

الفلسطينيون في قطاع غزة استقبلوا نبأ مقتل الناشطة بصدمة واندهاش كبيرين، كونها مواطنة أمريكية مدافعةٍ عن السلام، وأطلقوا عليها لقب "شهيدة" ونظموا لها جنازة ضخمة.

وكانت  كوري قد عرفت بدفاعها عن حقوق الفلسطينيين في العيش بسلام والاعتراف بدولتهم، وبثت العديد من الرسائل المصورة التي تتحدث خلالها عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق هذا الشعب.

وخُلد اسم راشيل كوري في العالم، حيث أطلق على سفينة مساعدات ايرلندية إلى قطاع غزة، كما نشرت العديد من الأفلام التي تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة باسمها.

ورفعت عائلتها دعوى مدنية ضد تل أبيب، إلا أن المحكمة الإسرائيلية قامت بتبرئة قاتلها عام 2013، ” بحجة أنها وصلت إلى استنتاج يشير إلى عدم وجود إهمال من قبل سائق الجرافة، وإنه لم يرها قبيل دهسها”.

 ومن رسائلها الأخيرة التي أرسلتها لأهلها قبل مقتلها تقول فيها، ” أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي”.

رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده يقول إن “رسالة الناشطة كوري بقيت حية خلال الأعوام السابقة، واستطاعت إيصالها للعالم من خلال ممارسة إسرائيل للقتل بحق الشعب الفلسطيني وكل من يتضامن معه”.

ويضيف عبده، “الناشطة كوري قدمت نموذجًا حيًا لكشف ممارسات إسرائيل التي تنتهك فيها حق الانسان"، مشيرا إلى أن قضيتها ما زالت ماثلة “كأحد النماذج التي تضرب بها إسرائيل عرض الحائط لنداءات المجتمع الدولي للتوقف عن انتهاكاته المستمرة”.

المصدر : الأناضول