عربيات ودوليات >اخبار عربية
وثائق "سرية" تكشف تجسس النظام السوري حتى على أفراد الأسرة
الأحد 29 12 2024 11:57جنوبيات
لم تبق زاوية في سوريا، على ما يبدو، لم تتجسس عليها مخابرات رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، من المدارس إلى البيوت والعلاقات العاطفية، وصولًا إلى "أسرة الرئيس".
فقد كشف تحليل لوثائق مخابراتية سرية أن أفراد الأسرة "آل الأسد" كانوا يتجسسون على بعضهم البعض.
كما بينت الوثائق كيف تمت مراقبة حتى الطلاب في المدارس، وكيف "خان المعلمون" تلاميذهم ووشوا بهم، بحسب ما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية.
إلى ذلك، أظهرت آلاف الملفات، المكتوبة أو المطبوعة، بالتفصيل الطريقة التي اخترق بها النظام الاحتجاجات منذ العام 2011، فضلاً عن الشبكة الواسعة من المخبرين.
وبينت الوثائق مدى الارتياب الذي تغلغل في أجهزة الأمن السورية، حيث كانت تشتبه باستمرار في أن جواسيسها هم عملاء مزدوجون.
هذا ووثقت التفاصيل اليومية المملة أيضًا لآلاف الأشخاص المشتبه بهم.
من خلال التنصت على الهواتف واختراق أجهزة الكمبيوتر وإرسال عملاء لمراقبة المشتبه بهم شخصيًا، جمعت الأجهزة الأمنية كمية ضخمة من المعلومات التي كانت أحيانًا مملة وغير مهمة في بعض الأحيان.
إذ شملت تفاصيل كل شاردة وواردة حول حياة المراقب، من موقع المرآب الذي أصلحت فيه والدته سيارتها إلى آخر زيارة قام بها لأقربائه، مرورا بعدد المباني السكنية التي يملكها.
ولم يكن أحد في مأمن عن أعين المخابرات، حتى الأطفال في المدارس. فخلال الربيع الماضي، اعتُقل صبي من مدرسة في حمص يبلغ من العمر 12 عامًا بعدما "مزق ورقة تحمل صورة الرئيس"، وفقًا لما أظهر محضر استجوابه.
كما أوضح المحضر أن المعلم اكتشف الورقة في سلة المهملات فأبلغ المشرف في المدرسة، الذي أبلغ بدوره مركز الشرطة، ثم أحيل الملف إلى فرع المخابرات السياسية.
ولم تقتصر الملاحقات على المشتبه بهم فقط، بل حتى المعتقلين ظلوا تحت أعين المخابرات بعد إطلاق سراحهم. حيث تتبعهم المخبرون من كل حدب وصوب، وراقبوا كافة خطواتهم وحتى كتاباتهم على مواقع التواصل.
يذكر أنه منذ سقوط النظام السابق يوم الثامن من الشهر الحالي، فتحت كافة السجون في البلاد وأُطلق سراح آلاف المعتقلين. إلا أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت أن هناك ما لا يقل عن 112 ألفًا و414 شخصًا في سوريا لا يزالون مختفين قسرًا، رغم الإفراج عن آلاف المعتقلين خلال الأسابيع الأخيرة.
بينما قدرت عدد المُفرج عنهم بنحو 24 ألفًا و200 شخص.