بأقلامهم >بأقلامهم
مرشح رئاسي يفتتح "عصر" هزائم "الحزب"
جنوبيات
فجأةً، عاد إسم الوزير السابق جهاد أزعور ليهبط على الساحة الرئاسية، وكأن ترشيحه لم ينتهِ بانتهاء حقبة "فرنجية - أزعور" التي تجلّت في جلسة الرابع عشر من حزيران الماضي، حينما نال سليمان فرنجية 51 صوتاً وأزعور 59 صوتاً.
منذ تلك الجلسة، تعامل الفرقاء السياسيون مع أزعور وفرنجية على أنهما "مرشحا" تحدٍ ويجب الإنتقال إلى اختيار أسماء أخرى توافقية، لأن فرنجية يمثل فريق الثنائي الشيعي وأزعور يمثل المعارضة مع "التيار الوطني الحر".
لكن بعد انتهاء الحرب وحصول ما لم يكن في الحسبان بين سوريا ولبنان، ومع التزام الرئيس نبيه بري بالدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس في 9ك2 2025 ، عاد إسم جهاد أزعور ليبرز على الساحة الرئاسية، مدعوماً كما يشاع في الأوساط السياسية، من الولايات المتحدة الأميركية التي ألمحت عبر مسؤولين أميركيين بأهمية "الرئيس الإقتصادي" في لبنان.
حتى أزعور نفسه، يقول في أوساطه إن حظوظه لا تزال قائمة وإنه من المرشحين الجديين على الطاولة، وقد سجلت له عدة زيارات إلى لبنان ولقاء عدة شخصيات ومرجعيات سياسية ليحافظ على موقعه ضمن المرشحين الكبار.
لكن وفق المنطق الرئاسي، لا يزال أزعور "مرشح تحدي" لفريق يمتلك 51 صوتاً، ولو أراد هذا الفريق التخلي عن مرشحه سليمان فرنجية ما الذي سيدفعه إلى القبول بأزعور؟ ولا شكّ أن وصول أزعور سيشكّل الهزيمة السياسية للثنائي بعد الهزيمة العسكرية التي لحقت بهم جراء الحرب، وقد يكون أقوى تعبير للمرحلة التي دخل فيها "حزب الله" بعد رحيل السيد حسن نصرالله، فإذ به ينتقل من عصر الإنتصارات في زمن السيد، إلى عصر الهزائم بعد غيابه.
هنا يبرز دور الرئيس نبيه بري الذي يُعتبر خشبة الخلاص بالنسبة للوزير أزعور، فمع تأكيد رفض الحزب لترئيس أزعور، يتكل الأخير على بري ليسير به من دون حليفه، لكن هل يفعلها بري ويتمايز عن "حزب الله" في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الطائفة الشيعية على كل المستويات؟