بأقلامهم >بأقلامهم
النواب السنّة أكثر من مرشح للرئاسة
جنوبيات
كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن توجه العدد الأكبر من النواب السنة إلى التجمع في بلوك انتخابي واحد في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بناء على طلب المملكة العربية السعودية، فيصبحون "بيتا نيابيا بمنازل كثيرة".
لم تسم المملكة مرشحا على حساب آخر، رغم كل التأويلات والأخبار التي يتم تناقلها، ولا سيما بعد استقبالها قائد الجيش العماد جوزاف عون قبل أيام. وستبقى الأنظار شاخصة إلى ما سيحمله موفدها إلى بيروت قبل نهاية الأسبوع الجاري، نظرا إلى حجم التأثير الذي تملكه على نواب هذا المكون وفئات نيابية أخرى منذ عقود طويلة.
ويؤكد أكثر من نائب سني أنه من خلال اللقاءات مع السفير وليد بخاري وحلقة من المستشارين الناشطين في السفارة، لم يلمسوا التشجيع على انتخاب عون أو سواه من المرشحين، إذ يحرصون على التعاطي بهدوء في توجيه رسائلهم، وإن كانت الرياض لا تضع كل المرشحين في سلة واحدة.
ويستبعد أكثر من نائب سني صدور أمر عمليات" من الرياض كما يظن البعض لتتم الدعوة إلى انتخاب مرشح بعينه، وهذا لن يحدث أقله حتى الآن. ويعترف كثيرون من أهل السنة بأن هناك من يتأثرون بالمناخ السياسي للمملكة، لكن مسار الأمور لن يؤدي إلى ممارسة سياسة "فرض مرشح على حساب اقتناعاتهم.ويقول نائب سني إن البلد منقسم إلى بلوكات سياسية وليست طائفية فحسب، إضافة إلى حالة الشيعة التي لها ظروفها وأسبابها. ولا تخلو توجهات نيابية سنية من مقاربة حسابات وزارية وحكومية بعد انتخاب الرئيس، مع الإشارة إلى أن معركة رئاسة الحكومة بدأت من اليوم.
ولوحظ أن النائب فيصل كرامي يعمل على إيصال رسالة مفادها أن للمكون السني حضوره وكلمته في هذا الاستحقاق، ولا يجوز تصوير انتخابات الرئاسة كأنها محصورة بين الموارنة والشيعة، مع تذكيره بأن التوازنات ما زالت قائمة.
ويشدد كرامي في حديثه إلى "النهار" على ممارسة سياسة التواضع في التعامل مع الملفات الداخلية. ويؤكد عدم وجود سعي إلى ولادة بلوك سني واحد، ولا جبهة، بل يجري التنسيق بين أكبر عدد من ممثليها في البرلمان. ويصر نواب لدى هذا المكون على القول بوجود ممر سني إلزامي يجب أن يمر عبره انتخاب الرئيس بالشراكة مع سائر المكونات. وينفي كرامي صحة ما يتردد عن أن فئة كبيرة من النواب السنة اتفقت على اسم معين لأن هذه المسألة حساسة جدا". كذلك ينفي وجود أمر عمليات من هذه الدولة أو تلك، فنحن مع رئيس يكون سقفه عربيا ويرعى الحوار لرأب الصدع بين اللبنانيين وتطبيق اتفاق الطائف والعودة إلى الحضن العربي. ويبقى قائد الجيش أبرز المرشحين، لكنه ليس الوحيد".