عربيات ودوليات >أخبار دولية
شروط أوروبية على الإدارة السورية للتمويل والتعاون
السبت 4 01 2025 07:25جنوبيات
قال وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا إنهما يريدان إقامة علاقات جديدة مع سوريا وحثا على الانتقال السلمي للسلطة في أثناء زيارتهما لدمشق أمس للقاء أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة نيابة عن الاتحاد الأوروبي.
ووزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو هما أول وزيرين من الاتحاد الأوروبي يزوران سوريا منذ سيطرة المعارضة على دمشق في الثامن من كانون الأول،
وهدف الزيارة هو توجيه رسالة تفاؤل حذر إلى المعارضة الإسلامية بقيادة هيئة تحرير الشام، وإظهار الانفتاح على الاعتراف بالحكام الجدد لسوريا مع حثهم على الاعتدال واحترام حقوق الأقليات.
وكتبت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على منصة التواصل الاجتماعي إكس عن الزيارة "رسالتنا إلى القيادة السورية الجديدة: احترام المبادئ المتفق عليها مع الأطراف الإقليمية وضمان حماية جميع المدنيين والأقليات أمر بالغ الأهمية”.
واجتمع بارو وبيربوك مع الشرع في قصر الشعب في دمشق،
وأظهرت اللقطات الشرع متوسطاً الوزير الفرنسي، والوزيرة الألمانية.
وقالت بيربوك إنه يتعين إشراك كل الفئات والطوائف مثل النساء والأكراد في العملية الانتقالية في البلاد إذا أرادت دمشق الحصول على الدعم الأوروبي مضيفة أنها أكدت على ضرورة احتواء كل المجموعات العرقية في عملية الانتقال إلى الديمقراطية مع ضمان عدم وقوع الأموال الأوروبية المحتمل إرسالها في أيدي "كيانات إسلامية جديدة”.
وصرحت الوزيرة الألمانية للصحفيين بعد اجتماعها مع الشرع في قصر الشعب في دمشق "ناقشنا هذا بتفصيل ووضوح شديدين”.
وكان بيربوك قالت في وقت سابق إنها تتوجه إلى سوريا "بيد ممدودة” و”توقعات واضحة” من الإدارة الجديدة، مضيفة أن الحكم على هذه الإدارة سيكون من خلال أفعالها.
وذكرت في بيان قبل أن تتوجه لسوريا "نعلم الانتماء الأيديولوجي لهيئة تحرير الشام وما فعلته في الماضي”، مضيفة أن بداية جديدة للعلاقات لا يمكن أن تحدث إلا إذا لم يعد هناك مجال للتطرف والجماعات المتطرفة.
وتابعت "لكننا أيضا نسمع ونرى الرغبة في الاعتدال والتفاهم مع الأطراف المهمة الأخرى”، مشيرة إلى المحادثات مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وذكرت أن الهدف الآن هو أن تصبح سوريا مرة أخرى عضوا يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي، وهو ما يصب أيضا في مصالح أوروبا الأمنية.
وردا على سؤال عن احتمال بدء الاتحاد الأوروبي قريبا في رفع العقوبات المفروضة على سوريا، قالت بيربوك إن هذا يتوقف على التقدم السياسي. وأشارت إلى "بعض العلامات الإيجابية” لكنها أضافت أنه من السابق لأوانه اتخاذ أي إجراء.
وتابعت "أظهرت الأسابيع القليلة الماضية مقدار الأمل هنا في سوريا بأن المستقبل سيكون للحرية… الحرية للجميع، بغض النظر عن أصلهم العرقي أو نوعهم أو دينهم. لكن أن تمضي الأمور على هذا النحو، ليس مؤكدا”.
وفي وقت لاحق قال المستشارالألماني أولاف شولتز، إن برلين تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة، وتتواصل أيضاً مع فصائل المعارضة في البلاد، مشدداً على أهمية مشاركة الطوائف المختلفة في صياغة مستقبل سوريا.
وأضاف شولتس للصحافيين خلال زيارة مصنع لرولز رويس جنوبي برلين: «سننظر عن كثب في كيفية تحقيق تقدم في تعزيز اتصالاتنا، وفي الوقت نفسه جعل هذه العملية ميسرة لتحقيق مستقبل أفضل لسوريا كدولة ولمواطني سوريا».
من جهته عبر بارو عن أمله في أن تصبح سوريا دولة "ذات سيادة يسودها الأمن” لا مكان فيها للإرهاب أو الأسلحة الكيماوية أو الأطراف الأجنبية الخبيثة، وذلك خلال اجتماع مع ممثلين لمنظمات المجتمع المدني في سوريا.
وقال للصحفيين إن ألمانيا وفرنسا تعتزمان تقديم المساعدة الفنية والمشورة إلى سوريا لصياغة دستور جديد للبلاد، مضيفا أن الأمل في الانتقال الديمقراطي في البلاد "هش لكنه حقيقي”.
ودعا بارو إلى حل سياسي يتمثل في دمج المقاتلين الأكراد في الدولة السورية، قائلا إن لا بد من التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، لكنه لم يرد عند سؤاله عن التوقيت المحتمل لرفع الاتحاد الأوروبي العقوبات عن سوريا.
وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن بارو زار السفارة الفرنسية المغلقة منذ 2012 حيث قال إن فرنسا ستعمل على عودة التمثيل الدبلوماسي بما يتماشى مع الظروف السياسية والأمنية.
وتجول الوزيران أيضا في سجن صيدنايا سيئ السمعة في إطار زيارتهما بمرافقة أعضاء من «الخوذ البيضاء»، حيث تفقدا الزنزانات وأقبية تحت الأرض في السجن الذي كانت شروط الاعتقال فيه غير إنسانية، وقُتل فيه الكثير من المحتجزين تحت التعذيب.
وقالت بيربوك "الأمر الآن عائد إلى المجتمع الدولي للمساعدة في تحقيق العدالة للذين عانوا هنا في جحيم هذا السجن”.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية السوري بحكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني أمس إنه نقل خلال زيارته إلى السعودية رؤية وطنية تتمثل بتأسيس حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة تضم كافة مكونات البلاد.
وأوضح أن الرؤية الوطنية -التي عبر عنها خلال الزيارة إلى الرياض- تتضمن العمل على إطلاق خطة تنموية اقتصادية تفسح المجال للاستثمار وتعقد الشراكات الإستراتيجية وتنهض بالواقع المعيشي والخدمي.
وأضاف الشيباني -في سلسلة منشورات على منصة إكس- أنه عبّر عن أهمية سوريا في لعب دور إيجابي في المنطقة، ونسج سياسات مشتركة تدعم الأمن والاستقرار، وتحقق الازدهار إلى جانب الدول العربية.
إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الأردنية، أمس إن الوزير أيمن الصفدي ونظيره في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني، اتفقا خلال اتصال هاتفي على ترتيب زيارة لوفد وزاري سوري موسع للمملكة.
وأضافت الخارجية الأردنية، في بيان، أن الوفد السوري سيبحث خلال الزيارة التعاون في العديد من المجالات منها الحدود والأمن والطاقة والنقل والمياه والتجارة.
وذكر البيان أن الصفدي والشيباني بحثا خلال الاتصال تطورات الأوضاع في سوريا وسبل التعاون في «مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا».
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن الوضع في سوريا «خطير للغاية»، محذراً من أن سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد قد يعني «استبدال ديكتاتور بآخر».
وأضاف بلينكن في حوار مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أنه «كان من المهم أن نتدخل مبكراً، ونحاول جمع كل الأطراف في سوريا، وهذا ما فعلناه».
وأشار إلى أن زيارته الأخيرة إلى الأردن، وتركيا، والعراق، أدت إلى «بعض التوافق» بين البلدان بشأن «التوقعات» المنتظرة من السلطات في دمشق عبر «إنشاء خريطة طريق»، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الوضع في سوريا «خطير للغاية».
على صعيد آخر قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمس إن السلطات السورية الجديدة «ترسل إشارات تفيد بأنها مهتمة باستمرار التواجد الروسي في سوريا».
وأضاف نيبينزيا في تصريحات نقلتها وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، إن «علاقات الصداقة بين روسيا وسوريا لا تعتمد على أي نظام. ويرسل القادة الحاليون في سوريا إشارات، بما في ذلك في سياق الوجود الروسي في سوريا، مفادها بأن السلطات السورية الجديدة مهتمة باستمرار وجودنا».
وتابع: «فيما يتعلق بالتفاصيل، لم تصل الأمور إلى هذا الحد (مرحلة مناقشة التفاصيل)».
وقال نيبينزيا إن السلطات السورية الجديدة «تسعى إلى تقديم نفسها على أنها قادرة على ضمان مصالح جميع السوريين».
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت أمس إن الوقت قد حان لمغادرة القواعد الروسية من سوريا، ورأت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «هو الذي دعم بشار الأسد لفترة طويلة وهو من غطى وساند جرائم النظام».
في شأن آخر أفاد التلفزيون السوري أمس بأن غارة إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية في بلدة السفيرة بمحافظة حلب.