بأقلامهم >بأقلامهم
الى سيد المقاومة والمجاهدين
جنوبيات
من قال أن الناس ترحل عندما يفنى الجسد، ومن قال يا سيد الشرفاء أنّك رحلت يوم خذلك العالم بأسره، ومن قال أنّ صوتك الصّداح على منابر الوطن قد انتهى؟
لم تكن تلك الليلةُ عاديّةً يا سيّد المقاومة والشرفاء، ولم يكن اليوم الذي قرأت به نبأ اغتيالك يوما عابرا ككل ايام العمر، ولكنني أعترف لك أنني ولغاية اللحظة ما زلت أكذّبُ الأخبار وأخالف كل ما يقال، وأقتنع أنّك قادمٌ يوما، وأنك ستعود لتزف للأمة وجمهور الوفاء نبأ النصر, ولتعلن أن ضرورة المعركة كانت تفرض خبر غيابك على كثر من الذين كبروا وتربوا على صوتك واسمك وكلماتك، حتى بات خبر غيابك أشبه بكابوس لن يستطيع العقل تصديقه أو التاقلم معه.
مع انتظار إطلالتك التي أراها ليست بالبعيدة ولو أنّ الكون بأسره حاول إقناعي بعكس ذلك, أقول لك أن زرعك لم يذهب سدًى وان الجمهور المؤيّد لك على امتداد رقعة الوطن لم يخذلك بل ما زال ينام ويستفيق على صوتك، وأنه يحفظ وصيتك التي كررتها في كل خطاباتك وهي الوحدة الوطنية والمقاومة كخيار استراتيجي فكري وثقافي واخلاقي طالما أن ثمة ظلم في هذه البقعة من العالم، والأهم من كل ذلك يا سيّد ابو هادي هو حضورك الذي كان يشعرنا أن هذه الأمة لم تنته بعد ولم تمت بل هي حاضرة جاهزة مقدامة شجاعة قوية في مواجهة التحديات الجسام مهما كثرت الٱلام والصعوبات والشوك في جانبي الطريق.
يا سيد المقاومة البعض ينظر لك كأمين عام لحزب سياسي جهاديٍّ كانت له الصولات والجولات في ميدان القتال والصراع البطولي والوجودي وهذا صحيح، ولكن حزننا على غيابك يتعدى ذلك، لانك فكرة ولست شخصا فقط، أنت فكرة محفورة في عقلنا الباطن ورسالة لا تنتهي ولا تموت، وهي رسالة تتعدى المذاهب والطوائف والأحزاب وحتى السياسة نفسها، هي رسالة الحق الابدي الأزلي الذي كان صوتك ينطق به، والذي كان يترافق مع تقييم دائم ومستمر للأخطاء والهفوات وهذه ميزات القائد الفذ الكبير.
سيد ابو هادي العزيز، وصيتك أن نحفظ لبنان وأن نصونه كلبنانيين وان نمتِّن الوحدة لأنها عنوان القوة والمناعة, أما وصيتنا لك فهي أن تسكن روحك بسلام حيث انت، لان في هذا الوطن وهذه لأمة من هم صُدّاق الوعد والعهد وحفظة المشروع.
اخيرا وليس اخرًا يا نسر الأمة اقول لك ما قاله أحد كبار مفكري هذه الأمة:
إن الحياة وقفة عز فقط. وانت من كرست بكل لحظة من لحظات عمرك المبارك هذا القول الأزلي. عليك السلام حيث كنت، وسنبقى نحيا على أمل أن يكون الخبر ما سنرى لا ما سمعنا.
أخبار ذات صلة
الدسوقي لـ"جنوبيات": دور المثقف أن يكون في خندق التغيير الأول... وإنجاز الا...
خاصّ" جنوبيّات".. مبادرة "مناظرة" تستعد لحلقة نوعية: "تحدٍّ علنيّ بين المرش...
خاص "جنوبيات" مازن جدوع: 2025 عام عودة المنتج الزراعي اللبناني للسوق العرب...
نصراوي لـ"جنوبيات": إيمان الصناعيين اللبنانيين بهذا القطاع هو سر صموده