حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
زياد عيتاني لـ"تلفزيون فلسطين": حراك الرئيس عباس وجهود السعودية يُسهمان بحماية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة المُستقلة
الثلاثاء 7 01 2025 15:53جنوبيات
أكد رئيس تحرير موقع "أساس ميديا" الصحافي زياد عيتاني على أن "حراك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتكامل مع جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تُسهمان في حماية القضية الفلسطينية في وجه من يُحاول إثارة الفتنة في الضفة الغربية، والحؤول دون إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة".
وقال الصحافي عيتاني في حوار مع الإعلامي هيثم زعيتر، في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، ضمن تغطية العدوان الإسرائيلي المُتواصل على قطاع غزّة، حول "لبنان بين انتخابات رئاسة الجمهورية والخروقات الإسرائيلية": "إن الانتخابات الرئاسية في لبنان، سيسبقها حوارٌ للتوافق على شخصية الرئيس، والملفات الأخرى"، مُوضحاً أن "الإدارة الأميركية تسعى إلى وقف المشاكل في الشرق الأوسط للتفرغ للصين، لذلك ستتحول الهدنة في لبنان إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وأشار إلى أن "ما جرى في لبنان، هو وقفٌ للأعمال القتالية، وليس وقفٌ لإطلاق النار - أي هدنة عسكرية - وصولاً بعد 60 يوماً إلى قرار وقف إطلاق النار، وبالتالي هناك خروقات إسرائيلية وقحة، وليس هناك خرق لإطلاق النار، لأنه ليس هناك وقفٌ لإطلاق النار، ونحن ذاهبون بعد ذلك إلى وقفٍ فعلي لإطلاق النار، حينها يجب أن تتوقف الخروقات الإسرائيلية".
وشدد على أن "المُشكلة الرئيسية ليست في الخروقات الإسرائيلية، التي اعتاد عليها اللبنانيون مُنذ العام 1982، بل في الضمانات الأميركية التي أُعطيت للإسرائيلي - ولم تُذكر في الوثيقة التي وقع عليها لبنان - وهي تسمح للاحتلال القيام بأعمال عدائية، فعلينا التنبه جيداً إلى ما وقعت عليه الدولة اللبنانية، وعلى الحكومة والجيش اللبناني والمُقاومة، ابتكار أدواتٍ جديدة للمُواجهة، والتعامل مع مفاعيل القرار 1701، فهذا التغول الإسرائيلي يحظى بغطاء أميركي، ونخشى أن يكون ما قيل عنه أن الشريط الحدودي سيكون بلا بشر وبلا حجر، سيبقى لوقت طويل!".
ورأى عيتاني أن "لجنة الإشراف الدولية، هي التي سترعى وقف إطلاق النار، الذي يُصمم عليه الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب، فالإدارة الأميركية الجديدة لديها إصرارٌ على وقف المشاكل في الشرق الأوسط، للتفرغ للصراع مع الصين، وفكرة أن يكون هناك محورٌ آخر غير الولايات المُتحدة الأميركية لتحمل المسؤوليات الدولية"، مُشيراً إلى أن "القرار 1701 في صورته الجديدة، يأتي بعد التحولات الاستراتيجية لمحور المُقاومة من طهران، وصولاً إلى لبنان، مُروراً بغزة، وسقوط نظام الأسد في سوريا، والواقع الميداني المُختلف في لبنان، فضلاً عن الوضع الداخلي الإسرائيلي الذي تبدل، لذلك فإن "حزب الله" والكيان الإسرائيلي مُلتزمان اليوم بتنفيذ القرار 1701".
واعتبر أن "التحدي الكبير لدى الحكومة اللبنانية و"حزب الله"، أن القرار 1701 وغيره من القرارات، تتحدث عن السلاح غير الشرعي على الأراضي اللبنانية، فالمُوفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، تحدث مع كل الكتل عن انتخاب رئيسٍ للجمهورية قادر على سحب السلاح غير الشرعي، كما أن اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار"، وغيرها من الوقائع، كل ذلك أدى إلى تغييرات كبيرة في المنطقة، والمُشكلة هي في عدم اقتناع محور المُقاومة بالهزيمة"، مُشيراً إلى أن "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، شدد على أن "فلسطين هي أماتنا"، وبالتالي فإن المملكة العربية السعودية أولويتها هي الأمن والاستقرار في الضفة الغربية وبيروت ودمشق وعمان - أي بلاد الشام - فعندما تكون هذه المناطق مُضطربة، تكون فلسطين في خطر، لذلك فإن كل المُحاولات التي تجرى في الضفة الغربية هي "أعمال صبيانية"، ومُحاولات من حلاوة الروح لمحورٍ تهاوى، والمُستغرب أن تصدر تصريحات عن مسؤولين إيرانيين، تقول: "إن الحكم الإسلامي في سوريا أخطر من الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين"، لذلك نرى البعض في الضفة سلم نفسه للاحتلال وليس للسلطة الفلسطينية!".
وحول الانتخابات الرئاسية في لبنان رأى عيتاني أن "هناك مُرشحٌ قوي يحظى بغطاء عربي ودولي، هو قائد الجيش العماد جوزاف عون، لكن هذه الإرادة الدولية والعربية، لا تُقابلها إرادة داخلية، فـ"الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" قرارهما حاسم حتى هذه اللحظة، بعدم انتخاب العماد عون، كما أن "القوات اللبنانية" تربط موقفها بموقف "الثنائي الشيعي"، لعدم حرق العماد عون كمُرشحٍ، وبالتالي نتحدث عن تعديل دستوري بـ86 نائباً، لأن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل تعهد أمام الأمير يزيد بن فرحان، بعدم السير بانتخاب رئيس بـ65 صوتاً، لذلك، لن يكون هناك انتخابٌ للرئيس خلال جلسة الخميس، وبالتالي الذهاب إلى حوارٍ للتوافق على الانتخابات الرئاسية، واللجنة الخماسية تُؤكد على هذا التوافق، وهو ما تحدث به رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول الحوار بسلة مُتكاملة، وللأسف فإن اللبنانيين امتهنوا المُغامرة والرهانات الخاطئة، وتعويل البعض على تسلم الرئيس ترامب مقاليد الحكم لن يُبدل شيئاً في المشهد اللبناني".
وشدد على أن "كل المفاهيم الدولية وحقوق الإنسان، سقطت في غزة، بفعل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والعالم لن يستيقظ، لكن هناك عالمٌ جديد يُولد، وبات يعلم من هو القاتل، وحراك الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوازي مع تحركات الأمير محمد بن سلمان بتأكيده على حلِّ الدولتين، كل ذلك يُسهم في حماية القضية الفلسطينية، فالمُغامرون لم ينجحوا بمُغامرتهم، والمُعتدون لم يستطيعوا إلغاء فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، بل باتت الدولة الفلسطينية هي الملف الأول على أي طاولة دولية في الشرق الأوسط، ومن يُحاول إثارة الفتنة في الضفة الغربية يسعى لعدم إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، وللأسف عندما يلتقي الاحتلال والمحور الآخر على ضرب السلطة، فإن ذلك بهدف ضرب فكرة إقامة الدولة الفلسطينية".
وأكد أننا "لا نخشى على القضية الفلسطينية، فالذي يُقاوم الاحتلال، ويُقدم الضحايا ينهض من جديد، وهو شعب الجبارين، كما أكد الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي تحول إلى رمزٍ دولي للتحرر، وحركة "فتح" وهي تحتفل اليوم بـ60 عاماً على انطلاقتها، في الحقيقة هو احتفالٌ بقرنٍ كامل من النضال، لأنها قضية إنسانية"، مُعتبراً أن "دعم البابا فرنسيس للقضية الفلسطينية، انطلاقٌ من هذه الأخلاق الإنسانية، وبيروت قدمت الكثير للقضية، وكان الرئيس ياسر عرفات يتنقل بين بيوتها، ويحظى بحب أهلها، وما يقوم به رئيس "محكمة العدل الدولية" الدكتور نواف سلام، انطلاقاً من هذه المكانة للشعب الفلسطيني لدى أبناء بيروت، كما أن ما قامت به جنوب إفريقيا أمر مُقدر، وهذا كله يجعل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مطلوباً، ولن يفر من المُحاكمة، وإن طال الزمن، لأن القرار الدولي بمُحاكمته قد صدر، على الرغم من أن الداخل الإسرائيلي حالياً بات عاجزاً أمام نتنياهو".
واستطرد بالقول: "إذا لم يتم انتخاب رئيسٍ للجمهورية الخميس، سيتم ترحيل الملف إلى ما بعد تسلم ترامب إدارة البيت الأبيض، والأمر ذاته لوقف الحرب على غزة، وغيرها من الملفات، لكن الولايات المُتحدة الأميركية ستدخل عصراً جديداً بالشراكة بين ترامب وأيلون ماسك، وترامب سيُصفي حساباته مع الدولة العميقة في الولايات المُتحدة الأميركية".
وختم عيتاني بالقول: "نحن نخجل من الشعب الفلسطيني، الذي تعلمنا منه كل شيء، من التفوق في الدراسة، إلى الصمود، وتحمل الحياة الصعبة، وأن البندقية زينةً وليست عاراً، وعدم التخلي عن القضية مهما حدث، فكل الحب لفلسطين وأهلها".