حين اختار الأخوة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) يوم السابع من كانون الثاني (يناير) يوماً للشهيد الفلسطيني، لأنه اليوم الذي استشهد فيه البطل أحمد موسى بعد سبعة أيام من انطلاقة الثورة الفلسطينية في 1/1/1965، كان مؤسسو حركة فتح يدركون أن تاريخ ثورتهم المباركة هو تاريخ استشهاد مناضليها وقادتها، لاسيّما وأن معظم القادة المؤسسين قد استشهدوا وهم في قلب النضال من أجل تحرير فلسطين، كل فلسطين.
واليوم، وبعد 60 عاماً على استشهاد أحمد موسى يتحول يوم الشهيد الفلسطيني إلى يوم لتكريم كل شهداء فلسطين، منهم من استشهد قبل عام 1965، كالشهيد الأردني كايد مفلح العبيدات شهيد الحركة الوطنية الأردنية على أرض فلسطين عام 1920، إلى الشهداء من كل الفصائل الفلسطينية والثورات الفلسطينية المتعاقبة، إلى شهداء الأمّة العربية والإسلامية على أرض فلسطين، إلى شهداء حركة التحرر العالمي على طريق فلسطين.
ولعل أفضل ما يشرح للأجيال الجديدة، كما للعالم كله، الحكاية الفلسطينية ببعدها الوطني والعربي والإسلامي والأممي، هو استعراض أسماء الشهداء على طريق فلسطين من كل أقطار الأمّة، ومن كل دول العالم.
ليكن يوم الشهيد الفلسطيني (7 يناير) يوم للشهيد العربي، بل لكل شهيد من أجل الحرية في العالم، ولتكن ذكرى شهدائنا دعوة لنا جميعاً لكي نتمسك بوصيتهم الخالدة، "الوحدة والمقاومة"، فالوحدة هي سند المقاومة وعمقها، والمقاومة هي درع الوحدة وترسها.