بعد خمس سنوات من تفشي فيروس كورونا الذي أحدث تحولاً كبيراً في العالم، ظهرت تقارير من الصين تشير إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بفيروس "ميتانمو البشري" (HMPV). هذا الارتفاع ترافق مع تساؤلات متزايدة حول إمكانية تحول هذا الفيروس إلى أزمة صحية واسعة جديدة، وما إذا كانت الإجراءات الصارمة ستعود مجدداً لمواجهة هذه التهديدات.

في هذا السياق، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي، أن "فيروس Human Metapneumovirus" معروف منذ سنوات طويلة، ويتميّز بسعال مزعج جداً، بالإضافة إلى آلام شديدة في الحلق، وارتفاع في درجة الحرارة، فضلاً عن الغثيان والتقيؤ".

ولفت إلى أن "الفيروس ينتشر بشكل كبير في الصين حالياً"، مشدداً على أن "الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم الذين يعانون من نقص المناعة، الأطفال، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض الرئة".

وأشار إلى أن "الفيروس قد يؤدي أيضاً إلى التهابات رئوية شديدة"، مؤكداً أن "العلاج يشبه علاج فيروس كورونا، ويقتصر على الحجر الصحي في المنزل وتناول الأدوية مثل البنادول عند الضرورة".

وأكّد عراجي أنه "من يصاب بفيروس HMPV يجب أن يلتزم بالحجر الصحي لمدة 21 يوماً، إذ يمكن أن ينقل العدوى إلى آخرين خلال هذه الفترة".

كما شدّد على أن "هناك تشابهاً بين أعراض هذا الفيروس والإنفلونزا الموسمية، ولكن في حال تسبّب الفيروس في التهاب رئوي حاد، فإنه يشكل تهديداً على حياة المريض، وفي هذه الحالة قد يحتاج إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج".

وعن احتمالية انتشاره في لبنان، أكّد أن "حتى الآن لا توجد أي إصابة مثبتة في لبنان، ولكن ربما يكون هناك أشخاص مصابون دون علمهم، خاصة أن أعراض الفيروس مشابهة لأعراض الرشح".

أما بخصوص القلق من انتشاره كجائحة كورونا والعودة إلى الإجراءات الصارمة، شدّد عراجي على ضرورة مراقبة الوضع في الصين، حيث بدأت هناك إجراءات احترازية مثل ارتداء الكمامات. وأوضح أن "منظمة الصحة العالمية لم تعلن حتى الآن عن حالة وباء عالمي لهذا الفيروس".

وتابع قائلاً: "إذا رأت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس ينتشر في جميع دول العالم، فإنها ستتخذ إجراءات وتحذيرات قوية. من المهم أن نعرف نسبة الوفيات الناجمة عن هذا الفيروس في الصين، لأن إذا كانت مشابهة للإنفلونزا العادية، فسيتم اتخاذ احتياطات خفيفة، أما إذا كان هناك عدد كبير من الإصابات التي تتطلب دخول المستشفيات، فقد يكون من الضروري اتخاذ إجراءات مشابهة لتلك التي تم تطبيقها خلال جائحة كورونا".