بأقلامهم >بأقلامهم
النصر الغير معلن...
النصر الغير معلن... ‎الثلاثاء 21 01 2025 19:31 د.هبة المل أيوب
النصر الغير معلن...

جنوبيات

نأخذ قسطاً من الراحة، فالسهم لكي ينطلق بقوة الى الهدف لا بد من ارجاعه الى الوراء، إذ لا يمكننا الوصول الى الهدف دون وثبات الى الأمام والى الخلف، كل منا تواجهه عقبات ومشاكل لكن في قرارة نفسه يعلم انه سيتخطاها فالإنسان ولد بفطرة سليمة تجعله يميز بين الخطأ والصواب، وولد على حب الخير فإذا ما اقدم على عمل باطنه شر فإنه يقع في عذاب نفسي لأن هذا العمل لا يتناسب مع فطرته السليمة، اي ان الإنسان يستطيع ان يتغلب على ما يعترضه لأنه لديه عقل باطن وعقل واع تجعل منه أكبر مخطط وأكبر داعم لمشاريعه المستقبلية.  
ان الحياة لا تعطي الإنسان كل ما يتمناه، هو لم يخلق في الأرض، انما خلقه الله في الجنة لكن الخطيئة اخرجته من هذه الجنة التي لا بد للعاقل ان يعمل لها، لذا علينا أن نكافح، نقاتل، نصارع، ونقوى على الشر ونتغلب على الأشخاص الذين يفسدون في الأرض بأعمالهم الشريرة، فالمجتمع لا يحقق العدالة ما لم يواجه هؤلاء الأشخاص، وإلا سنعيش في مجتمع فاسد تنتشر بين اروقته ظواهر اجتماعية، كالسرقات والقتل والنهب والتعدي على الغير، اي ان المجتمع السليم هو الذي يؤمن الأمان والطمأنينة لأبنائه حيث يستطيع افراده الإنتاجية والعمل بإبداع ويسر.
تتراءى لنا مجموعة اسئلة كمدخل لمعرفة السبب المباشر لإنتشار الفساد في المجتمعات وبالتالي تراجعها وعدم تقدمها وتطورها، يبدو للوهلة الأولى ان المجتمعات تحارب الباطل فهل من يشك في ان الباطل لن يدوم وان اصحابه سيقعون في شر اعمالهم؟ وهل الحق سيعود الى اهله يوماً ما على الرغم من الأسى والألم؟ هل اهل الباطل يعلمون بأنهم اهل باطل ام ينكرون الواقع ويكذبون على انفسهم ويقتنعون بأنهم هم المظلومين في الحياة؟  
في الواقع اسئلة كثيرة لكن الإجابة عنها لا احد يعرفها فالحقيقة تكون عادة مخبأة في المستقبل، فأهل غزة وفلسطين المحتلة الحبيبة كم قاست وكم تألمت، وكم ضاقت عليهم السبل لكن المستقبل خبأ لهم فرحة كبيرة هم كانوا يجهلونها، انهم قاتلوا وحاربوا ولم يستسلموا وقفوا في وجه اعدائهم وبالنهاية وصلوا الى ما كانوا يسعون اليه، اي ان الإنسان لديه طاقات مذهلة اذا عرف كيف يستثمرها، فالحياة حركة وعلى الإنسان عدم الركود في مكانه انما يفكر يخطط يتحرك يسعى ويعمل بجد وحماس.

المصدر : جنوبيات