يزخر البقاع شأن كل المناطق اللبنانية بالطاقات والامكانيات التي قدمت في الاغتراب نماذج يحتذى به، ولكن ضيق أفق السياسات المحلية المتبعة وثقافة المحاصصة والتبعية واعتبار الاغتراب شلال مال يسند لبنان المقيم دون إعطاء الجناح المغترب فرصة الحضور في الاستحقاقات الوطنية، كلها عوامل لعبت دور في إبعاد الاغتراب عن القرار الوطني والمشاركة الفعلية في المجتمعات المحلية وعلى أوسع نطاق ممكن، ولكن ذلك لم ولن يثنيَ الجناح المغترب من لعب الدور الذي يجب أن يضطلع به في مواجهة كل التحديات التي تعصف بلبنان.

يؤكد رئيس تجمع مغتربي البقاع الغربي خالد عيسى واكد في حديث خاص لـ"جنوبيات" أن "لبنان اليوم أمام فرصة تاريخية للعبور نحو ما يصبو إليه في ظل وجود شخصية ممثل الرئيس جوزاف عون وتكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل حكومة نعول عليها كثيرا، ولعل أبرز ما نناضل ونتطلع له في المرحلة المقبلة هو تفعيل دور الجناح الاغترابي الذي يعتبر بمثابة الرئة للبنان المقيم، فنحن رغم وجودنا طوال عقود من الزمن خارج لبنان إلا أن هم لبنان وشعبه وأهلنا لم يغب لحظة عن بالنا وفكرنا البتة، ولذلك سنواجه كل الاستحقاقات المقبلة بثقافة تفعيل دور الاغتراب واعطاء الاغتراب والشخصيات العامة فيه الدور المركزي حيث أن تجارب مغتربي لبنان في الخارج مشجعة ويمكن لها أن تكون بمثابة النقلة النوعية الكبرى داخل لبنان، وهذا شرط إعطاء المغترب هذا الحق وتحضير مقومات الاستثمار والعمل والأمن والٱمان، فخبراتنا ونضالاتنا الخارجية نضعها في تصرف لبنان المقيم، فالعمل لن يكون محصورا فقط في مساندة أهلنا بل بالعمل العام والفعل التغييري في المواقع التي تضع لبنان على سكة خطة نضهوية واضحة لإعادة الثقة العربية والعالمية به، وهنا نؤكد أن واحدة من أهم الملفات اليوم هي الاهتمام بالاطراف فنحن أبناء البقاع الذي قدم شتى الأمثلة في العطاء الثقافي والفكري والاجتماعي والذي يجب ان لا يبقى بعيدا عن اهتمامات الدولة، ولعل نضالنا الحثيث في ملف الاهتمام بالطاقة البديلة في الٱونة الأخيرة خير مثل ومثال على ما سبق".

ينهي واكد مؤكدا أن "بصيص النور الوطني وسط ضبابية المشهد برمته هو في الإرادة اللبنانية وفي انتاج ثقافة المواطنة بعيدا عن التعصب والتطرف فلبنان فسحة ثقافة وحرية وفكر وهذا ما يجب أن يبقى كصورة عالقة في ذهن العالم بأسره عن هذا الشعب القيادي والريادي المنتصر على شتى الظروف والتحديات الجسام".