بأقلامهم >بأقلامهم
حليف "مش حليف" للرئيس جوزاف عون
حليف "مش حليف" للرئيس جوزاف عون ‎الأحد 26 01 2025 08:44 محمد المدني
حليف "مش حليف" للرئيس جوزاف عون

جنوبيات

بأي حق يطالب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بحصة وزارية دسمة في حكومة العهد الأولى برئاسة القاضي نواف سلام. باسيل كان أشرس المعارضين لترئيس العماد جوزاف عون، وكان قد صرّح مرات عدة أن التيار سيكون في المعارضة في حال فاز العماد عون بالرئاسة.

حتى بعد إعلان جوزاف عون رئيساً للجمهورية، كتب باسيل تغريدة على منصة "أكس" قال فيها، "‏قالولنا انتبهوا تبقوا وحدكن. قلنالهم منبقى لوحدنا أحرار برأينا وأسياد قرارنا. لا التهديد بيرهّبنا ولا الإغراء بيرغّبنا. لا مننباع ولا مننشرى ولا في شي بيهزّنا. نحنا حرّاس السيادة والدستور، ومنبقى تيار ووطني وحرّ. مش هيّني تكون سيادي بالفعل، بس الحياة لحظة كرامة!"


هل يُعقل أن يكون صاحب هذه التغريدة مشاركاً في حكومة يرأسها حين يحضر اجتماعاتها رئيس الجمهورية الذي شنّ عليه باسيل أقسى حملة شخصية على عون واتهمه أشد الإتهامات ووصفه بأبشع الصفات؟ ثم لماذا لا يتحلى باسيل بشجاعة أن يكون في المعارضة على غرار ما فعلت عدة أحزاب في غالبية الحكومات السابقة؟

حزب الكتائب الذي يُمثل بنواب في البرلمان، فإن آخر حكومة شارك بها كانت في العام 2014. يومها قدم وزراء الكتائب استقالتهم في حكومة الرئيس تمام سلام ولم يدخلوا في أي حكومة لاحقة. "القوات اللبنانية" خرجت من المسرح الحكومي في حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2019، ولم تشارك بحكومة الرئيس حسان دياب ولا بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي. حتى تيار "المستقبل" الذي يمثل غالبية الشارع السنّي والأكثر تمثيلاً للسنّة في مجلس النواب، لم يدخل إلى حكومة الرئيس حسان دياب عام 2020 ثم علّق العمل السياسي ولم يشارك بالإنتخابات النيابية عام 2022.

إذن، كثيرة هي المرات التي اختارت فيها القوى السياسية الخروج من السلطة إلى المعارضة، وهذا أمر طبيعي وضروري في العمل السياسي. لكن "التيار الوطني الحر" يأبى إلاّ أن يتمثل في السلطة وبكل الحكومات منذ عودة الجنرال عون إلى لبنان سنة 2005 حتى يومنا هذا، وقد شهد عهد عمّه أكثر العهود إقصاء لقوى سياسية أخرى من الحكومات المتتالية وأبرزها من حكومتي حسان دياب ونجيب ميقاتي.

ورغم كل محطات الفشل التي مرّ بها التيار أكان في عهد الرئيس ميشال عون الرئاسي الذي انتهى بخيبة كبيرة، أو على مستوى التيار الداخلي بقيادة باسيل وخسارة التيار لشعبيته أولاً ثم خسارته لأبرز نوابه الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، الذي يحاول باسيل الإستيلاء على حقهم بالمشاركة في الحكومة على غرار الكتل الأخرى، يصرّ التيار على التشبّث بالسلطة لانها طوق نجاة له ليس أكثر.

قد نتفهم حرص الرئيس جوزاف عون ونواف سلام على ضرورة تشكيل حكومة ميثاقية تراعي العيش المشترك، ونتفهم حرصهما على أن يكون الثنائي الشيعي ممثلاً في الحكومة كون "حزب الله" وحركة "أمل" لديهما كامل تمثيل الطائفة الشيعية في البرلمان، لكن ما لا نتفهمه هو إصرار التيار على المشاركة في الحكومة بسقوف مبالغ بها ومفاهيم تمثيلية ملتوية، وهو مجرد فريق من عدة أفرقاء مسيحيين آخرين كالقوات اللبنانية والكتائب وغيرهم من النواب المستقلين المؤيدين والداعمين للعهد من قبل أن يصبح "عهداً"، وليس كباسيل الذي ادّعى وقوفه الى جانب العهد استلحاقاً ولغاية في نفس يعقوب مرتبطة بمحاولته الحدّ من خسائره الشعبية، أكثر منها لصدقه في دعم رئيس جمهورية، علماً أن باسيل ينتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض عليه كما فعل مع كل حلفائه من قبله.

المصدر : ليبانون ديبايت