حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
يوسف دياب لـ"تلفزيون فلسطين": الشعبان الفلسطيني واللبناني أرغما الاحتلال على وقف أطماعه.. ودعم عربي وإسلامي لجهود الرئيس عباس
يوسف دياب لـ"تلفزيون فلسطين": الشعبان الفلسطيني واللبناني أرغما الاحتلال على وقف أطماعه.. ودعم عربي وإسلامي لجهود الرئيس عباس ‎الثلاثاء 28 01 2025 14:49
يوسف دياب لـ"تلفزيون فلسطين": الشعبان الفلسطيني واللبناني أرغما الاحتلال على وقف أطماعه.. ودعم عربي وإسلامي لجهود الرئيس عباس

جنوبيات

رأى الكاتب والمُحلل السياسي يوسف دياب أن "الاحتلال الإسرائيلي لم يستطع تصفية القضية الفلسطينية، على الرغم من أن كل المُحاولات والمجازر التي ارتكبها، والاتفاق الذي أوقف إطلاق النار في غزة، هو اتفاق مُشرف للشعب الفلسطيني، الذي بقي مُتجذراً بأرضه على الرغم من المجازر، وأوقف أطماع الاحتلال التوسعية".
وقال الصحافي يوسف دياب في حوار مع الإعلامي هيثم زعيتر، في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، ضمن التغطية المُتواصلة، بعنوان "الاحتلال يستغل التهدئة بالخروقات في غزة ولبنان واجتياح الضفة الغربية": "هناك دعم عربي وإسلامي لجهود رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وهذا التوجه السياسي، الذي يُؤتي ثماره أكثر من العمل العسكري"، مُشيراً إلى أن "الشعب اللبناني تصدى للاحتلال الإسرائيلي بالصدور العارية، وأرغمه على التراجع عن أطماعه، بالتزامن مع الاتصالات، التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع المراجع الدولية".
واعتبر أن "الاحتلال الإسرائيلي لا ينفك عن مُحاولات تصفية القضية الفلسطينية، سواءً في الضفة الغربية أو القدس أو غزة وفي مناطق الشتات، لكن لم يستطع تصفيتها، فهي قضية شعب، وغزة أعطت مثالاً للعالم، كما قال الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات "أبو عمار" رحمه الله "شعب الجبارين"، حيث أثبت الشعب الفلسطيني أنه لا يُمكن أن يتنازل عن قضيته وأرضه وحقوقه، حتى لو وقف العالم ضده وضد نضاله".
وشدد على أن "الاتفاق الذي أوقف اطلاق النار في غزة، هو اتفاق مُشرف للشعب الفلسطيني، الذي بقي مُتجذراً بأرضه على الرغم من المجازر، واليوم انتقل المشهد إلى جنين في الضفة الغربية، فالاحتلال لا يستكين عن مُحاولة إضعاف الشعور الوطني للشعب الفلسطيني، الذي يرفض تلك المُحاولات، فهو شعب يُؤمن بأرضه ومُقدساته، ولا يُمكن أن يتنازل عنها، فهذه الدوامة التي عشناها، لا بد أن تقنع العالم بأن محو القضية الفلسطينية لا يُمكن أن يتحقق"، مُشيراً إلى أن "الشعب الفلسطيني لا بد أن ينال حقه وفق المُبادرة، التي أطلقها المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال القمة العربية في بيروت، الأرض مُقابل السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة على كامل الأراضي المُحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وهذه هي مُقومات الدولة الفلسطينية، مهما تغيرت الإدارات في الولايات المُتحدة الأميركية، ومهما كان للاحتلال الإسرائيلي، حلفاء دوليين، لا يُمكن أن تتغير هذه المُعادلة، هي مُعادلة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعلى كامل الأراضي الفلسطينية المُعترف بها وفق قرارات الأُمم المُتحدة".
وألمح دياب إلى أن "العالم اعتقد أنه يستطيع تغيير المُعادلات والانقضاض على حقوق الشعب الفلسطيني، واحتلال الكيان الإسرائيلي لقطاع غزة، وكانت الدعوة واضحة من قبل حكومة الاحتلال المُتطرفة بتهجير أبناء قطاع غزة إلى مصر أو الشتات مُجدداً، والانصراف إلى الضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأراضي الفلسطينية، لكن صمود الشعب الفلسطيني، وتحمله الحصار والجوع، وما تكبده من خسائر بتدمير البنى التحتية، واغتيال الأطفال، أفشل الاحتلال من تحقيق أهدافه بتصفية المُقاومة واستعادة الرهائن، والاتفاق الذي حصل هو لحفظ القضية الفلسطينية، وأن يعيش كل مُواطن فلسطيني على أرضه"، مُوضحاً أن "العالم عليه أن يعترف أن القضية الفلسطينية هي أولوية لترتيب ملفات المنطقة، ولا يُمكن للمنطقة أن تستقر حتى يتحقق للشعب الفلسطيني دولته، التي يُرديها، ويُمارس سيادته عليها، من دون أي تدخل أو انتقاص لهذه السيادة".
واعتبر أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو،، أدركا أن الاتفاق لا يكون إلا كما أراد الشعب الفلسطيني، بإطلاق الرهائن على دفعات مُقابل إطلاق سراح الأسرى، وعلى ترامب أن يقتنع - بغض النظر عن النظريات التي يطرحها - أن أي واقع لا يُمكن أن يتحقق، إلا بإعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني، وإيجاد حلٍ عادل للقضية الفلسطينية، وهذه هي المرة الأولى التي ينقلب العالم رأساً على عقب، حيث تغيرت نظرة العالم وحكوماته للاحتلال الإسرائيلي، وباتت صورته واضحة، بأنه كيانٌ غاصبٌ ومجرم، يُريد تصفية قضية إنسانية مُحقة"، مُوضحاً أن "المُجتمع الدولي بات يعترف بدولة فلسطين، وذلك بفضل الجهد الدبلوماسي والسياسي لرئيس دولة فلسطين محمود عباس، وهذا العمل يُعول عليه كثيراً في المرحلة المُقبلة، وهناك دعم عربي وإسلامي لدعم جهود الرئيس عباس، والدول العربية مُؤيدة لهذا التوجه السياسي، الذي يُؤتي أكله أكثر من العمل العسكري، والتاريخ يشهد على ذلك، عندما نقل الرئيس ياسر عرفات قضية الكفاح الفلسطيني من دول الشتات إلى الداخل الفلسطيني، وكان مُؤثراً في الواقع الإسرائيلي الداخلي، الذي كان يخوض حروباً على أرض الأخرين، واليوم يخوضها داخلياً، لأن الشعب الفلسطيني قرر انتزاع حقه، ولو بالقوة".
وأكد دياب على أن "الدول العربية والإسلامية، هي لاعب استقرار على مُستوى المنطقة ككل، وقوة اقتصادية هائلة، خاصة عندما نتحدث عن المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وعلى الرغم من الدور الأميركي في حرب أوكرانيا وروسيا، ومُحاولة مُحاصرة الولايات المُتحدة الأميركية للصين اقتصادياً، لكن كان هناك جرأة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأن يذهب ويعقد اتفاقات اقتصادية مع روسيا والصين، وهذا الأمر غير من سياسة الولايات المُتحدة الأميركية، ويجب أن يكون هذا الحضور مُدخل لحل كل قضايا المنطقة، فالسعودية أكدت أنه لا سلام مع الكيان الإسرائيلي من دون حلٍ الدولتين، وهذا الكلام أُعيد تثبيته في القمة العربية - الإسلامية، التي عُقدت في الرياض"، مُشيراً إلى أن "الشعب الفلسطيني كرس دوره عالمياً، واقتنع العالم بعد الحرب على غزة، بالحق الفلسطيني، فاستطاع هذا الشعب أن يغير موقف العالم لصالحه، بفضل إرادته التي لا تهزها الجبال، ونرى الموقف الكبير والدور الذي يقوم به البابا فرنسيس في هذا المجال، والأشهر المُقبلة ستكون بداية تحرير الشعب الفلسطيني من الظلم القائم، وكسر قيود الاحتلال، التي استمرت أكثر من 77 عاماً".
وشدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي لديه أطماع بالأراضي اللبنانية، تحت حجج كثيرة، ولكن البقاء في لبنان مُكلف للاحتلال سياسياً وأمنياً، فلبنان لديه علاقات كثيرة، وهناك تطابق بين القضية اللبنانية والقضية الفلسطينية، فالعالم يُدرك أن الشعب اللبناني، قاوم الاحتلال واستطاع تحرير أرضه، على الرغم من فارق موازين القوة أمام الاحتلال، والشعب اللبناني بالأمس تصدى للاحتلال بالصدور العارية، وأرغمه على التراجع عن أطماعه، والاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع المراجع الدولية، أجبرت الاحتلال على هذا التراجع، والأسابيع المُقبلة ستفضي إلى انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان"، مُشيراً إلى أن "الإيمان بالأرض، هو الذي يُرغم الاحتلال التراجع عن أطماعه، ونرى العودة السريعة للأراضي الجنوبية، وهو ما لا نراه في شمال الأراضي الفلسطينية المُحتلة من الكيان الإسرائيلي، لذلك كل عمليات التفجير والتجريف للقرى الجنوبية، لم تستطع انتزاع اللبناني من أرضه، فالإسرائيلي سيفشل بالسيطرة على أي شبر من الأراضي اللبنانية، بفعل عزيمة الشعب اللبناني وصموده".
ورأى دياب أن "الاحتلال هو كيان عدواني، لا يقيم وزناً للقرارات الدولية، ولا يعترف بالأُمم المُتحدة وقراراتها، ولبنان أثبت التزامه بالقرارات الدولية، ورأينا تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والجانب الأميركي، وقد أفضى ذلك على أن يكون الانسحاب الإسرائيلي مُنجزاً بتاريخ 18 شباط/فبراير 2025، وهذا الاتفاق سيكون برعاية دولية، وعلى "حزب الله" الالتزام بنزع السلاح جنوب نهر الليطاني، كي لا يُعطي الذرائع للاحتلال الإسرائيلي"، مُشيراً إلى أن "الجيش اللبناني، بُمساعدة قوات الطوارئ الدولية، كان يدخل إلى كل شبر ينسحب منه الاحتلال، وهذا يدحض مزاعم الاحتلال، وبعد تطبيق القرار 1701، سيتم تسليح الجيش اللبناني، وهو ما تحدث عنه الرئيس عون، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وهناك دعم من المملكة العربية السعودية بتقديم 3 مليارات دولار للجيش ومليار للقوى الأمنية، كي يكون الجيش اللبناني وحده من يفرض السيادة على الأراضي اللبنانية، فضلاً عن تعهد السعودية والكويت والإمارات وقطر لتمويل عملية إعادة الأعمار، على غرار ما تم من دعم بعد عدوان العام 2006، ولكن بإشراف مُباشر من هذه الدول على عملية الإعمار".
وشدد على أن "الرئيس العماد جوزاف عون، هو نقطة تلاقٍ للشعب اللبناني، تمكن من خلال دوره واتصالاته وزياراته العربية والدولية، من جلب الدعم للجيش اللبناني، فضلاً عن تحييد الجيش عن الصراعات السياسية، الأمر الذي شكل محط تقاطع للقوى السياسية، مما شكل ارتياحاً لبنانياً عارماً، استكمل بتسمية الرئيس القاضي الدكتور نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما تشكل شعوراً لدى النواب بأهمية اختيار شخصية مُماثلة لشخصية الرئيس عون، وتقاطعت إرادة اللبنانيين مع إرادة الرئيس سلام، ليكون جزءاً من بناء الدولة، وننتمى أن تُتوج هذه الإيجابيات بتشكيل حكومة على صورة الرئيسيين، رئيس الجمهورية والرئيس المُكلف"، مُوضحاً أن "الرئيس سلام يملك عزيمة لتشكيل حكومة، تتوافق في بيانها الوزاري مع خطاب القسم للرئيس عون، وأن يكون تطبيق "اتفاق الطائف" هو الأساس، وهناك إرادة لأكثرية النواب بأن لا يتضمن البيان الوزاري ثلاثية "الجيش والشعب والمُقاومة"، فهم يعتبرون بأن هذه المسألة فيها انتقاص من دور الدولة، وانقلاب على القرار 1701، وخطاب القسم للرئيس عون، بأن الدولة هي وحدها من يُدافع عن السيادة اللبنانية، وأعتقد أننا سنكون أمام بيان وزاري مثالي وسيطبق".
وأشار دياب إلى أن "الاستقالات في حكومة الاحتلال تُعبر عن الأزمة السياسية، التي تُعاني منها حكومة نتنياهو، وأنها مُشتتة لا يجمع بينها إلا الإجرام والقتل، وقرار "الكنيست" الإسرائيلي لوقف "الأونروا"، هي مُحاولات لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن ستبقى شاهدة على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من مُحاولات الولايات المُتحدة وبعض الدور لتقليص دور "الأونروا"، لكن هناك دور للأُمم المُتحدة والمُجتمع الدولي لاستمرار دورها".
وختم دياب بالقول: "الرئيس الأميركي ترامب، سيكون عنوانه للمرحلة المُقبلة تطبيق "اتفاقات إبراهام"، التي كان يُسوق لها بالاعتراف بالكيان الإسرائيلي، كجسم موجود في العالمين العربي والإسلامي، لكن لا بد من اعتراف الكيان الإسرائيلي بدولة فلسطين، وأن لا يكون هناك تهديد إسرائيلي ولا أطماع لها في المنطقة، فـ"يهودية الدولة" غير مقبولة، وإذا اعترف الاحتلال والولايات المُتحدة بذلك، يُمكن أن تُطبق هذه الاتفاقات، ونقول للشعب الفلسطيني تجربتكم علمت كل العالم الرجولة والاحتفاظ بحقوقه، والشعب الفلسطيني أصبح مثالاً لكل شعوب العالم الحرة، التي تُؤمن بقضيتها، وتُدافع عنها حتى الرمق الأخير".

 

المصدر : جنوبيات