عام >عام
قيادات لبنانية توصي "فتح" و"حماس" بتجنيب تداعيات التأزّم المركزي
عزام الأحمد: لقطع الطريق على محاولات استخدام المخيّم لضرب الاستقرار
قيادات لبنانية توصي "فتح" و"حماس" بتجنيب تداعيات التأزّم المركزي ‎الجمعة 24 03 2017 08:14
قيادات لبنانية توصي "فتح" و"حماس" بتجنيب تداعيات التأزّم المركزي
اللواء عباس إبراهيم مستقبلاً عزام الأحمد والسفير أشرف دبور

هيثم زعيتر

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، خلال الساعات الماضية حراكاً فلسطينياً داخلياً، وباتجاه الجانب اللبناني، كان محوره عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق.
وشملت الزيارات التي قام بها وفدا الحركتين، عدداً من المسؤولين اللبنانيين الرسميين والأمنيين والعسكريين والحزبيين، في إطار الاتصالات لعرض التطوّرات المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً لبحث العلاقات الثنائية اللبنانية – الفلسطينية، وما يتعلق بالمخيمات الفلسطينية في لبنان.
وتزامنت الزيارات مع تطوّر بالغ الخطورة، بإعلان حركة "حماس" في غزّة، عن إعادة تشكيل ما يسمّى "اللجنة الإدارية لإدارة شؤون غزّة"، وهو ما يُعتبر عاملاً سلبياً ومُعيقاً لإنهاء الانقسام الداخلي، وإنجاز المصالحة الفلسطينية، والتي كان للبنان دور هام في تذليل العديد من العقبات من أمامها.
وعلمت "اللـواء" بأنّه تم التأكيد خلال جميع اللقاءات، على ضرورة تجنيب المخيّمات والساحة اللبنانية، أي تداعيات للتأزّم المركزي، والإسراع بنشر "القوّة المشتركة" في مخيّم عين الحلوة، بعد إنجاز تشكيلها.
لقاءات وفد "فتح" 
فقد زار الأحمد والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات أمس، رئيس مجلس النوّاب نبيه بري في عين التينة، حيث دار الحديث حول التطوّرات العربية والقضية الفلسطينية وموضوع المخيّمات في لبنان.
وقال الأحمد بعد الزيارة: "نقلتُ إلى الرئيس بري تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأطلعته على التطوّرات بعد زيارة الرئيس "أبو مازن" الأخيرة إلى لبنان، خصوصاً في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، ونتائج الاتصالات الفلسطينية والإدارة الأميركية الجديدة حول عملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك التحضير للقمة العربية التي ستعقد في الأردن".
وأضاف: "كذلك جرى بحث أوضاع المخيّمات الفلسطينية في لبنان وخصوصا مخيّم عين الحلوة، والجهود التي بُذِلت في الفترة الأخيرة لإعادة تفعيل وتشكيل "القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة" داخل عين الحلوة، وقطع الطريق على كل محاولات غرباء وامتدادات إقليمية ودولية لاستخدام المخيّم الفلسطيني لضرب الاستقرار في لبنان، ونحن نفتخر ونعتز بالدور الذي يقوم به الرئيس بري في هذا المجال، والجهد الاستثنائي الذي يبذله شخصياً، سواء مع الفصائل الفلسطينية أو مع الأجهزة اللبنانية المعنية بهذا الموضوع، ونشعر بحاجتنا الماسة إلى جهوده، حيث يؤكد في كل المواقف، مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة توفير الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية، وحل مشاكل المخيمات، سواء الأمنية أو المعيشية".
وتابع: "ناقشت أيضاً مع الرئيس بري، الاجتماع الذي عقدته اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت، والجهود التي بذلها شخصياً لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وأكدت له التزامنا ما تم الاتفاق عليه، وأطلعته على العقبات التي برزت، وبكل صراحة ووضوح أقول خاصة ما أعلن عنه في غزة من إعادة تشكيل ما يسمى اللجنة الإدارية لإدارة شؤون غزة، هذه الخطوة التي قام بها الأخوة في "حماس" تتناقض وروح ما صدر في بيروت، وقد لعب الرئيس بري دوراً في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، وأكد أنه سيتابع الأمور التي تحول دون تنفيذ بيان بيروت بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بين كافة الفصائل، وإنهاء الانقسام، تمهيدا لعقد المجلس الوطني بشكل متزامن، وكما قلت، لإنهاء الانقسام المقيت الذي وجه ضربة كبيرة للقضية الفلسطينية وللجهود العربية وتوحيدها باتجاه الوصول إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وكان الرئيس بري قد استقبل في وقت سابق، أبو مرزوق على رأس وفد من "حماس".
وزار الأحمد والسفير دبور وأبو العردات أيضاً، قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه باليرزة، وجرى التداول في أوضاع المخيمات الفلسطينية.
كذلك زار الأحمد والسفير دبور مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه، وبحثا معه أوضاع المخيمات الفلسطينية لا سيما الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة والمراحل التي وصلت إليها إعادة تشكيل "القوة الأمنية" في المخيم.
...و"حماس"
والتقى اللواء إبراهيم أيضاً، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق على رأس وفد من الحركة، ضمّ مسؤول العلاقات الدولية أسامة حمدان، وممثل الحركة في لبنان علي بركة، وعضوي قيادة الحركة في لبنان، الدكتور أحمد عبد الهادي ورأفت مرّة، وتناول معهم الأوضاع الفلسطينية العامة والجهود المبذولة لإتمام المصالحة الفلسطينية.
وزار وفد "حماس" الأمين العام لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان عزّام الأيوبي، في مركز الجماعة في بيروت، بحضور عضو المكتب السياسي للجماعة وائل نجم.
وجرى خلال اللقاء البحث في الشأن الفلسطيني العام، والتحدّيات التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، لا سيما منْع سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان من مآذن القدس وفلسطين، فضلاً عن سياسة التهويد والتهديد التي يمارسها الاحتلال.
واستنكر المجتمعون طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس سحب التقارير الأممية التي تدين الاحتلال الإسرائيلي على ممارساته، واعتبار ذلك تحيّزاً للاحتلال.
وعلى المستوى اللبناني جرى البحث في أوضاع المخيّمات الفلسطينية وما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون فيها، وضرورة تأمين وتوفير سبل التخفيف عنهم بانتظار عودتهم إلى ديارهم.
وتمّ التأكيد على التنسيق الدائم بين الجانبين.