عربيات ودوليات >أخبار دولية
وثيقة الأخوة الإنسانية.. وعد الإمارات
وثيقة الأخوة الإنسانية.. وعد الإمارات ‎الأربعاء 5 02 2025 20:54
وثيقة الأخوة الإنسانية.. وعد الإمارات

علي الزوهري

في الرابع من شباط/فبراير 2019 جرى في أبوظبي التوقيع على إحدى أهم الوثائق التاريخية في الألفية الجديدة «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي مهدت بأن يكون هناك عهد جديد من التقارب الإنساني المشترك داعماً رئيسياً لعملية السلام بين الشعوب في العالم. وباتت هذه الوثيقة شاهدة على الإرث الذي يجمع ثقافة الحوار الديني وقبول الآخر في مرحلة التعايش والسلام، في زمن باتت تزداد فيه الطائفية والعبث الديني للقضاء على مبدأ التسامح والتعايش مع الآخر مهما كان لونه وشكله ودينه، كما تعزز الوثيقة مفهوم الاحترام المتبادل لدى الأجيال القادمة، ليعيش الجميع في كنف الأسرة الإنسانية المتعايشة مع بعضها وبعيداً عن العنصرية والطائفية.

الرسالة الأساسية التي بدأت بها الإمارات في ترسية دعائم وثيقة الأخوة الإنسانية هي أن تبذل المستطاع لتأكيد بأن التعايش لا يجب أن يكون مجرد شعارات بل نهج استراتيجي يترجم الواقع الإنساني عبر المبادرات التي تحفظ حق وكرامة الإنسان والإنسانية التي تجمعنا، وتعزيز الحوار عبر محاربة الصراعات الطائفية والقضاء على كل من يشوه صور الأديان ويحاول الاكتساب من خلالها، والاستثمار في شباب المستقبل وتمكينه من التعليم وزرع الأفكار الملهمة والنموذجية لإحياء السلام بين بني البشر وقيادته نحو الدائرة المستنيرة.

قيادة الإمارات لهذه المبادرات العالمية والتاريخية تعكس رؤية إنسانية واستراتيجية كمد يد جسور التواصل بين الحضارات، ومساهمتها في صياغة مستقبل تقوده القيم الإنسانية المشتركة، من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية، واعتمادها من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان يوم 4 شباط/فبراير «اليوم الدولي للأخوة الإنسانية»، ضمن مبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، ليكون احتفالاً سنوياً يشهده العالم، وهو دليل على أن العالم يريد أن يعيش بسلام وتعايش وتسامح في عالم تتصاعد فيه نزعات التطرف والانقسامات الثقافية التي أصبحت تقود أفكار الشباب والعالم لنفق مظلم لا يمكن الخروج منه إلا بمحاربة تلك الأفكار المسمومة.

تمثل وثيقة الأخوة الإنسانية ووعد الإمارات نهجاً فريداً يجمع بين الحكمة والقيم الإنسانية والفكر المستنير، فبينما ينشغل العالم في «صراع الحضارات»، تتفرد الإمارات بتقديم نموذج لـ«تحالف الحضارات»، النموذج الإنساني الناجح حيث يُبنى السلام ليس بالخطابات الرنانة في زوايا الشوارع المظلمة، بل بالمدارس والجامعات التي تنشر العلوم والنور، وليس بالشكوك، بل بصنع جسور الثقة، فالمستقبل ليس لمن يفرّق، بل لمن يوحّد.

المصدر : إيلاف