ألبست العاصفة الثلجية “أسيل” القرى والبلدات الجبلية الشمالية اعتباراً من ارتفاع ١٣٠٠ متر وما فوق ثوباً أبيض، حيث غطّى الثلج المستمرّ بالتساقط البيوت والطرقات، وسط ريح شمالية وضباب كثيف وتدنّ كبير في درجات الحرارة.

وبدأت جرافات مراكز رفع الثلوج عملها باكراً لتسهيل حركة التنقل بين القرى والبلدات.

طريق الأرز-عيناتا (البقاع) مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، وكذلك طريق جرد مربين -الهرمل، وطريق حدث الجبة – تنورين، وطريق تنورين – اللقلوق.

كذلك غطّى الأبيض إهدن نزولاً نحو إجبع وأطراف أيطو العليا، بالإضافة إلى بشرّي وحصرون وحدث الجبة صعوداً نحو الأرز والقرنة السوداء.

وغطّى الثلج تنورين وشاتين ووطى حوب، نزولاً نحو تنورين التحتا ودوما، وامتد إلى جبال الأربعين في الضنية، وإلى بقاعصفرين وسير والعديد من قرى جرد قضاء الضنية.

وعلى السواحل، جاءت الهطولات غزيرة، وترافقت مع تساقط لحبّات البرد، حيث تحوّلت الشوارع إلى بحيرات وبرك وسط صقيع وبرد شديدين، ورعد وبرق كثيفين.

وقد سُجلت انهيارات للأتربة والوحول على طريق الضنية، وعلى طريق زغرتا – إهدن في محلّة إجبع.

واستفاق أهالي مدينة بعلبك على بساطها الأبيض، الذي أزاح غبار الجفاف ليعيد إليها ذكريات الشتاء الجميلة متأخّرةً عدة أشهر عن موعدها المألوف.

ولليوم الثاني على التوالي، تتساقطت الثلوج على جميع المرتفعات الجبلية في محافظة عكار، وكذلك في بقية المناطق الشمالية على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر وما فوق، حيث بلغت سماكة الثلوج في بلدة فنيدق العكارية حوالي الـ٢٥ سنتمتراً.

وتعمل الجرافات التابعة لوزارة الأشغال العامة على فتح الطريق الرئيسية التي تربط فنيدق بالقموعة، فيما تتولّى جرافات اتحاد بلديات جرد القيطع وبلدية فنيدق، منذ ساعات الفجر الأولى، فتح الطرق الداخلية في البلدة.

وأفاد رئيس مركز جرف الثلوج في منطقة جرد القيطع، خالد ديب، بأن طريق فنيدق القموعة بحكم المقطوعة، وكذلك طريق مشمش – مرجحين – الهرمل، وطربق القموعة – القبيات، حيث بلغت سماكة الثلوج في القموعة حوالي 80 سنتيمتراً.

وتعتبر طريق القبيات – بيت جعفر – الهرمل مقطوعة اعتباراً من محلّة الشنبوق.

يشار إلى أن جميع المدارس الرسمية والخاصة في المناطق الجبلية أقفلت أبوابها.

وتستعدّ البلديات، بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة، للعمل على رشّ الملح على الطرقات لمنع تشكّل الجليد مع التدنّي الملحوظ لحرارة الطقس.

وقد نصحت مراكز جرف الثلوج في عكار السائقين بتوخّي الحذر، وبعدم سلوك الطرقات الجبلية، ابتداءً من علوّ ١٣٠٠ متر وما فوق، مخافة ارتفاع سماكة الثلوج وتشكّل الجليد.

وفي المناطق الساحلية، رفعت الأمطار من منسوب مياه الأنهر التي جفّت مجاريها في الأشهر السابقة.

وثمّة تخوف مع استمرار العاصفة وتساقط الأمطار من فيضان مجرى النهر الكبير بشكل خاص، لا سيما في منطقة العريضة، بسبب تراكم الردميات عند مصب النهر بفعل التدمير الإسرائيلي للجسر عند معبر العريضة الحدودي.

هذا، وقد آثر صيادو الأسماك في مرفأ العبدة عدم الخروج بمراكبهم إلى البحر خوفاً من حركة الأمواج وارتفاعها.