في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ وطننا الحبيب لبنان، ومع تسلّم الحكومة الجديدة لمسؤولياتها، نتقدّم بالتهنئة، سائلين الله أن يوفّقها في حمل الأمانة والعمل لما فيه خير البلاد . إنّنا نؤمن بأنّ بناء الوطن مسؤولية مشتركة، تتطلب من الجميع التكاتف والتعاون، بعيدًا عن الانقسامات والخلافات التي أرهقت بلدنا وأعاقت تقدّمه.  

ندعو الشعب اللبناني بكافة أطيافه إلى اعتماد الحوار والتفاهم كنهج أساسي في معالجة القضايا الوطنية، ونؤكّد على أهمية التحلي بالوعي والمسؤولية، والعمل يدًا بيد لدعم العهد الجديد في كل المجالات التي تحتاج إلى جهد مشترك للنهوض بالوطن. إنّ لبنان في هذه اللحظة الحساسة بحاجة إلى أبنائه أكثر من أي وقت مضى، ليكونوا عونًا في مسيرة الإصلاح والبناء.  

كما نؤكّد على ضرورة الابتعاد عن كل ما يزعزع الأمن والاستقرار، ونرفض أي شكل من أشكال الفوضى والتوتر الذي يعرقل مسيرة الدولة ويؤثر على حياة المواطنين. إنّ الأمن والأمان هما أساس أي نهضة، ومسؤولية الحفاظ عليهما تقع على عاتق الجميع، دولةً وشعبًا.  

إنّنا اليوم أمام فرصة تاريخية لإثبات أنّ لبنان قادرٌ على النهوض، وأنّ إرادة أبنائه أقوى من كل التحديات. فلنكن على قدر هذه المسؤولية، ولنضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ولنلتفّ حول مشروع بناء الدولة القوية والعادلة التي تحمي حقوق مواطنيها وتصون كرامتهم.  

عاش لبنان، وعاش شعبه الواحد المتكاتف.