لبنانيات >أخبار لبنانية
تسبب بقلع عينه... رشدي يلتقي بـ"مناصر لحزب الله" وجهاً لوجه
![تسبب بقلع عينه... رشدي يلتقي بـ"مناصر لحزب الله" وجهاً لوجه](../../../images/date.gif)
![تسبب بقلع عينه... رشدي يلتقي بـ"مناصر لحزب الله" وجهاً لوجه](https://janobiyat.com/upload/news/first_news_img/120630/news_120630_1739176933.0659912e95df80788dcdbcb4e45af9b80dbb.jpg)
جنوبيات
في محاكمة تبدأ يوم الثلاثاء، سيقف المدعي العام جايسون شميدت، البالغ من العمر 62 عامًا، والذي يوصف في الإعلام الأميركي بأنه ماهر وسريع البديهة، ليعرض تفاصيل الهجوم الذي تعرض له الكاتب البريطاني- الأميركي سلمان رشدي، حين كان جالسًا على خشبة مسرح يبعد 6 كيلومترات عن مقر المحكمة، وتعد هذه المحاكمة فرصة لأول لقاء وجها لوجه بين الطاعن هادي مطر والمطعون سلمان رشدي.
تعرض رشدي، البالغ من العمر 77 عامًا، للطعن في 12 آب 2022 على يد هادي مطر، الشاب الأميركي من أصول لبنانية، الذي يبلغ من العمر 26 عامًا. وقع الهجوم في وقت كان رشدي على وشك إلقاء محاضرة في مسرح بشمال ولاية نيويورك، حيث أصيب رشدي بجروح خطيرة في رقبته وعينيه ويده وصدره. يأتي هذا الهجوم بعد 34 عامًا من إصدار فتوى من آية الله الخميني في شباط 1989 تطالب بهدر دم رشدي، عقابًا على روايته "آيات شيطانية"، التي اعتُبرت مسيئة للإسلام، ورغم أن إيران ألغت هذه الفتوى في 1998 وأكدت أنها لم تعد تدعمها، فإن الهجوم كان لا يزال يحمل أصداء تلك الفتوى.
من المتوقع أن يستدعي المدعي العام رشدي كشاهد في المحكمة، وهو ما ذكره الكاتب في كتابه "سكين" الذي صدر العام الماضي، حيث يصف فيه تفصيلات محاولة قتله. في المقابل، ينفي محامي مطر التهم، مؤكدًا أن موكله لم يكن يقصد قتل رشدي، بل كان ينوي مهاجمته فقط.
وكان أحد منسقي اللقاء في المسرح قد أوقف الهجوم بعد أن أمسك بمطر، ومن ثم قام الحضور بالسيطرة عليه حتى وصل الجنود وأخذوه إلى سجن مقاطعة "تشوتوكوا" حيث كان يُعقد المهرجان. وبعد ذلك، داهمت الشرطة منزل مطر في منطقة "فيرفيو" بنيوجيرسي، حيث كان يقيم مع والدته وشقيقتيه التوأم، وكان والده حسين قد هاجر من لبنان إلى الولايات المتحدة في التسعينات، لكنه انفصل عن زوجته في 2004 وعاد إلى لبنان، وقد زار مطر لبنان في 2018، حيث قالت والدته أن تصرفاته تغيرت بعد عودته.
وأضافت الأم، سيلفانا فردوس، لمحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أنها لاحظت تغيرًا في تصرفات ابنها بعد عودته من لبنان، وأوضحت أنه كان ينعزل في الطابق السفلي من المنزل، ويعد طعامه بنفسه، ويتجنب الحديث معها، كما أصبح يوبخها على عدم تربيته بشكل صارم كمسلم.
بعد اعتقاله، التقى صحافيان من صحيفة "نيويورك بوست" بمطر في السجن، وسألاه عن دوافعه وراء الهجوم، فأجاب أنه قرأ بعض صفحات كتاب "آيات شيطانية" فقط، وعلم من الإنترنت أن رشدي سيعطي محاضرة عن الحريات في مهرجان "تشوتوكوا"، وقرر الذهاب إلى هناك ومعاقبته بطعنه عشر طعنات، تسببت إحداها في فقدان رشدي لإحدى عينيه.
في كتابه "سكين"، يذكر السير رشدي أنه كان يتخيل دائمًا سيناريو يهاجمه فيه شاب في مكان عام، وقال في الكتاب: "عندما رأيته يندفع نحوي، أول ما خطر ببالي أن أقول: إذن أنت أنت، والفكرة الثانية التي راودتني هي أن وقتًا طويلًا قد مر، فلماذا الآن بعد كل هذه السنوات؟ من المؤكد أن الموضوع قد تم إغلاقه".
وأضاف قائلاً: "لكن شبحًا من الماضي، قاتل جاء بسرعة، وكان هذا القاتل هو مطر".
مطر يواجه الآن ثلاث تهم، هي: "دعم منظمة إرهابية أجنبية" في إشارة إلى حزب الله، ومحاولة القتل، ومحاولة الاعتداء، وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن لمدة 25 عامًا.