عربيات ودوليات >أخبار دولية
صنعاء خلف غزة: استعدادات لجولة جديدة
صنعاء خلف غزة: استعدادات لجولة جديدة ‎الخميس 13 02 2025 09:41
صنعاء خلف غزة: استعدادات لجولة جديدة

رشيد الحداد

تنتظر حركة "أنصار الله" شارة البدء من المقاومة الإسلامية في فلسطين، لاستئناف عملياتها في عمق الكيان الإسرائيلي، في ضوء تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، باستئناف جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة السبت، إذا لم تفرج حركة "حماس" عن الأسرى الإسرائيليين لديها. وقالت مصادر في صنعاء، إن "القوات اليمنية في أعلى جهوزية واستعداد لتنفيذ عمليات عسكرية في عمق الكيان في حال انقلاب العدو على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإن عملية التقييم مستمرة بالتنسيق مع حركتَي حماس والجهاد الإسلامي لمستوى تنفيذ الاتفاق". وأشارت إلى أن "كل المؤشرات تدفع نحو عودة الحرب في القطاع. وكما كانت جبهة الإسناد اليمنية خط دفاع ثانياً عن غزة، ستكون من أوائل الجبهات التي ستردع الكيان في حال إقدامه على العودة إلى مربع الحرب".

وتواصلت، على مدى الأسابيع الماضية، الاستعدادات اليمنية لجولة جديدة من الصراع، إلا أن مؤشرات إعاقة العدوّ تنفيذ الاتفاق، مثّلت دافعاً إضافياً إلى التأهب والجهوزية لاستئناف العمليات. وجدّدت حكومة صنعاء إعلان استعدادها العسكري لردع أيّ عدوان إسرائيلي - أميركي على قطاع غزة، وقالت، في بيان، إن "أيّ عدوان إسرائيلي على القطاع سيواجَه بتصعيد يمني على كل الأصعدة"، مؤكدة "ثبات الموقف من القضية الفلسطينية والرفض الشديد لمخططات التهجير من غزة ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة"، في مواجهة تصاعد دعوات الإدارة الأميركية الجديدة إلى تهجير سكان غزة وتحويلها إلى منتجع خاص بترامب ونتنياهو.

من جهتهم، طالب ناشطون مؤيدون لحركة "أنصار الله" على وسائل التواصل الاجتماعي، الدول العربية المستهدفة، بتقديم مخطّط موازٍ لتهجير المستوطنين من فلسطين المحتلة وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية في أميركا وأوروبا، مشيرين إلى بيان "المجلس السياسي الأعلى" الحاكم في صنعاء مطلع تشرين الثاني الماضي، والذي طالب المستوطنين بالعودة إلى بلدانهم قبل أن تصبح العودة إليها غير ممكنة.

وفي تعليق على تصريحات ترامب بشأن التهجير من غزة وإعادة التوطين في مصر والأردن، أكد مصدر مقرب من "أنصار الله" أن "السلام في المنطقة مرتبط بإعادة توطين المستوطنين الصهاينة في دول الغرب وليس بتنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى". وأشار إلى أن "الموقف المصري والأردني لم يكن شجاعاً خلال الجولة الأولى من المواجهة مع الكيان في قطاع غزة، وكان غير محايد تجاه جبهات الإسناد. ومع ذلك، ستكون غزة والدفاع عنها هي البوصلة الأساسية لكل الأنظمة العربية في حال عودة الحرب في القطاع، وهو متوقّع في ظل انكشاف المخطط الصهيوني - الأميركي".

وقد كشف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في صنعاء، العميد عبد الله بن عامر، في منشور على منصة "إكس"، أن "مخطط ترامب وسّع دائرة الاتصالات مع حكومة صنعاء، وهو ما يشير إلى عدة سيناريوات؛ منها توسّع نطاق محور المقاومة في حال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

في هذا الوقت، حذّر عضو "المجلس السياسي الأعلى"، محمد علي الحوثي، أميركا والسعودية والإمارات، من أيّ خطوة معادية ضد الشعب اليمني. وقال، في كلمة ألقاها خلال فعالية عسكرية، إن "أيّ تعاون أميركي - سعودي بشأن تنفيذ قرار تصنيف ترامب حركة أنصار الله منظمة إرهابية عالمية، سيواجَه بردٍّ وسيخسرون المعركة وسيكون النصر حليف الشعب اليمني في أيّ مواجهة قادمة". جاء ذلك بعد أنباء عن توجّه للدفع بقوات أميركية إلى البحر الأحمر، وكذلك تدارس مخطط أميركي - إماراتي للتصعيد على الساحل الغربي لليمن بذريعة تأمين الملاحة الدولية، وإشغال قوات صنعاء في حال تجدّد المواجهة مع الكيان. كما أتت هذه التصريحات وسط تحركات عسكرية تم رصدها في محافظة مأرب، يقف وراءها حزب "الإصلاح"، وتهدف إلى التصعيد في جبهات التماس من اتجاه مأرب والجوف.

المصدر : الأخبار