أكدت الحكومة في بيانها الوزراي انها ستعمل على استئناف استكشافات النفط والغاز، صحيح انها لم تدخل في التفاصيل وتحدد خريطة العمل التي ستعتمدها لإستنهاض واحياء هذا الملف، لكن لا شك ان هناك بعض الخطوات الملحة والمطلوبة على وجه السرعة اليوم لإعادة الحياة الى هذا القطاع الواعد. 

في السياق، توقفت الخبيرة في شؤون الطاقة كريستينا ابي حيدر عند ما ورد في البيان الوزاري لافتة الى ان لبنان لم يوقف العمل في الإستكشافات النفطية ليستأنفها لكن يمكن القول ان أمام الحكومة الجديدة الكثير من الموجبات تجاه هذا القطاع خصوصا وان لبنان تأخر كثيرا عن القيام بها والفرصة سانحة لذلك اليوم.

ورأت انه بعد نيلها الثقة، هناك ثلاث خطوات اساسية وعاجلة على الحكومة البت بها وهي:

أولا: تعيين اعضاء هيئة ادارة قطاع البترول المنتهية صلاحية اعضائها من قرابة السنتين، علما ان عمل هذه الهيئة اساسي جدا وأحد ابرز مهامها التفاوض مع الشركات المنقّبة. وفي السياق، شددت على ضرورة تعيين اشخاص وفق معيار الكفاءة وليس المحاصصة السياسية وذلك كمؤشر ايجابي اضافي من الحكومة انها فعلا تضع القطاع على سكته الصحيحة.

ثانيا: على الحكومة ان تمدد لدورة التراخيص الثالثة التي تنتهي خلال شهر آذار المقبل، والتي يبدو واضحا ان احدا لم يتقدم اليها حتى الان وأحدا لن يفعل ذلك في غضون الاسابيع القليلة المتبقية، لذا ان التمديد لها محتم، وذلك افساحا في المجال أمام الشركات المهتمة لتستعيد ثقتها بالبلد خصوصا اذا ما ارفقت مع استقرار امني وخطوات اصلاحية تبدأ من القطاع المصرفي.

ثالثا: معاودة التفاوض مع توتال وقد رأينا كيف ان رئيس الجمهورية جوزاف عون بادر وطلب الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ابان زيارته للبنان بأن تستأنف توتال أعمال التنقيب عن النفط، كذلك لدى زيارة وزير الخارجية القطري للبنان طلب الرئيس عون ان تستأنف قطر اعمال التنقيب خصوصا وانها شريك مع توتال ضمن الكونسورتيوم للبلوك 9. وعليه، المطلوب من الحكومة ان تتفاوض مع هذا الكونسورتيوم للعودة الى التنقيب في البلوك 9 وحفر بئر ثان ربما وتاليا تمديد عملها في هذا البلوك الذي من المتوقع ان ينتهي في شهر ايار المقبل.

ودعت ابي حيدر الى تلقف الفرصة اليوم والاستفادة من الدعم الدولي الذي يحظى به لبنان والنية بالإصلاح من اجل وضع هذا الملف على السكة الصحيحة وتأمين الإستدامة له، فمتى حصل ذلك ستتحسن سمعة لبنان الائتمانية وتصنيفه… وشددت على انه حتى لو بدأنا العمل اليوم وحصل استكشاف تجاري فنحن نحتاج الى سنوات قبل استخراج النفط والغاز.

انطلاقا من ذلك، دعت ابي حيدر الى عدم التعاطي مع الملف النفطي بآمال مفرطة ولا بإستهتار اي التكاسل لأن المشوار قبل استكشاف النفط واستخراجه طويل.

من جهة أخرى، وفي خضم الإهتمام بالملف النفطي، دعت ابي حيدر الى عدم اهمال المكامن النفطية في البر وللبنان حظوظ كبيرة بعدما تبين وجوده في مناطق مجاورة للبنان مثل منطقة قسد، كذلك دعت الى ترسيم الحدود البحرية مع سوريا وقبرص لأن من شأن ذلك ان يجذب شركات التنقيب.