كتب الرئيس ميشال سليمان، أتمنّى وأتوقّع،شأني شأن جميع اللبنانيين،أن يعود ويبدأ مسار الالتزام بالدولة تزامنًا مع مراسم التشييع يوم الأحد وبالتالي الانتهاء من المنحى الاستقلالي عن الدولة ومن اتّباع محاور صراعات أخرى ومن الحضور في ساحاتٍ موحدة لا بل مشرذمة.
كلّنا أمل أن يظهر ذلك جلياً في كلمة التأبين الأساسية إذ يجب أن تُحاكي، هذه الكلمة، خطاب القسم والبيان الوزاري وتُلاقيهما وأن يُعلَن فيها بوضوح وضع السلاح بإمرة القوى الشرعية ودعم حصرية حقّ الدولة في اتّخاذ قرار الحرب والسلم.
كلّ ما دون ذلك سيسبّب إحباطًا عظيماً وستنهار البلاد أكثر وأكثر وستُمعن في التحلّل والتفتّت، فبالله عليكم ألا تستحق كلّ هذه الدماء التي سالت أن تنُبت وطناً لا يختلف عن أوطان سائر الناس؟!
وطنٌ ما زلنا نبحثُ عنه ولا نجده ولا نجد ذواتنا فيه!
لم نرَ، منذ عشرات السنين، هذا الوطن الرسالة والنموذج ووطن العيش الواحد …
ألم يحِن بعد الوقت أن ننعم بوطنٍ نسترجعُ فيه أولادنا وشبابنا إلى جانبنا حيثُ فرص العمل والكثير من الأمل فتنتفي من عقولهم فكرة السفر سعيًا وراء هناء العيش والاستقرار في الخارج ؟!
حان لكلّ المواقف أن تكون مسؤولة وواعية فتأتي في إطار تشجيع الشباب اللبناني على التمسّك بالبقاء في هذا البلد فيتوقّف نزيف هجرة الأدمغة والأفئدة في وطن كاد التهوّر فيه أن يُحوّله إلى دار كبيرة للعجزة !
يتطلبُ ذلك شجاعة في الاعتراف والاستفادة من الأخطاء وظروفاً مُلائمة ووطناً “طبيعياً” كَي تُثَبَت هُويّته هذه.
نعم الشجاعة وحدها، في الموقف والقرار، تنتشلُ البلاد من براثن الفقر والتخلف وتُنقذها من الجهل والاقتتال…