غصّت قاعة الشهيد معروف سعد الثقافية وباحاتها الخارجية في مدينة صيدا جنوب لبنان بالحشود السياسية والوطنية والجماهيرية المشاركة في المهرجان السياسي المركزي (مهرجان الصمود والمقاومة) الذي أُقيم إحياءاً للذكرى الـ(56) لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بحضور الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، النائب د.عبدالرحمن البزري ممثلاً بأماني البساط، السيدة بهية الحريري ممثلة بمازن حشيشو، مسؤول الجبهة الديمقراطية في لبنان يوسف أحمد وأمين إقليم الجبهة في أوروبا ابو بشار وحشد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة وقيادة لبنان، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، محمد جباوي عضو المكتب السياسي في حركة أمل، وممثلي، حزب الله، حركة أمل، الحزب التقدمي الاشتراكي، التنظيم الشعبي الناصري، الجماعة الإسلامية، التيار الوطني الحر، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الديمقراطي الشعبي، الحزب العربي الديمقراطي، تجمع اللجان والروابط الشعبية، حزب الوفاء، الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، ومشاركة كافة قوى المقاومة والأحزاب الوطنية والإسلامية الفلسطينية وعدد من أعضاء المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني، وشخصيات دبلوماسية وسياسية وفكرية وثقافية واجتماعية وبلدية ومخاتير وممثلي اللجان والاتحادات الشعبية والمؤسسات الاجتماعية وحشود جماهيرية فلسطينية ولبنانية..
وعلى وقع الهتافات الوطنية وأناشيد الجبهة الديمقراطية والثورة الفلسطينية، بدأ المهرجان بكلمة ترحيبية من دنانير عليان والوقوف دقيقة صمت تحيةً لشهداء المقاومة والجبهة الديمقراطية والثورة الفلسطينية ولكل من ضحى تحت راية النضال من أجل فلسطين مصحوباً بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.. ونشيد الجبهة الديمقراطية.

ألقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، كلمةً توجه فيها بالتحية للشعب الفلسطيني وصموده وتضحياته وبتحية المقاومة والنضال إلى مناضلي الجبهة، وكوادرها وقادتها قائلاً: "عندما نتحدث عن فصائل الثورة تحضر الجبهة الديمقراطية كواحدة من أبرز الفصائل الفلسطينية التي أسست لمفهوم سخاء الشهادة والتضحية والدّم مقروناً بوعيٍ ثوريٍ استثنائي أكدته الجبهة في أطروحاتها الفكرية والسياسية معتمدةً أدوات تحليل علمي موضوعي تميزت به، ماشكل دليلاً على فهمٍ عميق لواقع العمل الفدائي وموجباته وشروطه الثورية لخدمة للقضية الفلسطينية وأهداف شعبنا الفلسطيني البطل في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة."

وتابع سعد: "لم تكن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقيادة القائد الثوري الاستثنائي الرفيق نايف حواتمة إلا ذلك الفصيل الذي استطاع بناء منظومة فكرية تقدمية أحسنت الربط بين شروط وموجبات النضال الوطني والقومي والأممي وذلك في إطار المواءمة بين الماركسية والقومية العربية وتوظيف البعدين الأممي والقومي في خدمة القضية الفلسطينية ومقتضياتها ومتطلباتها الثورية، ونشهد لرفاقنا في قيادة الجبهة الديمقراطية حرصهم على وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية، وتجسيدها جسر الوصل والدفع باتجاه العمل على وحدة النظام الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني."

وألقى عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد الجباوي، كلمة هنأ فيها الجبهة الديمقراطية بذكرى انطلاقتها وأكد على عمق العلاقة بين حركة أمل والجبهة، مشدداً على أن قضية فلسطين هي ركن أساسي من مبادىء الحركة والتزامها في دعم فلسطين بكل الوسائل باعتبارنا شركاء في النضال وجزء لايتجزء من القضية الفلسطينية ومن فلسطين قلب الأمة. منتقداً الأمم المتحدة والولايات المتحدة لتلاعبهما بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ومشدداً على ضرورة رفع الصوت عالياً لنصرة هذا الحق، وأشاد بتضحيات الشعب الفلسطيني، مؤكداً على أهمية تكامل الصف والوحدة الوطنية الفلسطينية، حيث لايمكن مواجهة المشاريع التصفوية، إلا عبر الوحدة والمقاومة الشاملة للمشروع الصهيوني، معوّلاً على إرادة وعزيمة الشعب في الداخل والشتات، ومؤكداً أن النصر لفلسطين هو نصر للأمة جمعاء.
وتحدث أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات فتوجه بالتحية إلى الجبهة بذكرى انطلاقتها، مؤكداً التمسك بثوابت شعبنا الوطنية ومواصلة النضال من أجل انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة، ومواصلة الجهود من أجل إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية، والتصدي لكل مشاريع التهجير والضم والتهويد، وحماية مشروعنا الوطني الفلسطيني.
كما أكد أبو العردات على العلاقات الكفاحية والنضالية بين حركة "فتح" والجبهة الديمقراطية التي كانت على الدوام صمام أمان للوحدة الوطنية، وقدمت خلال مسيرتها النصالية تضحيات كبيرة دفاعاً عن الشعب الفلسطيني والقضية. كما أكد على المكانة الوطنية الهامة التي تتمتع بها الجبهة في أوساط شعبنا، نظراً لموقفها المتميز في الدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة توحيد كافة الجهود لمعالجة قضايا شعبنا الفلسطيني في لبنان.
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ومسؤولها في لبنان يوسف أحمد، كلمة الانطلاقة نقل فيها تحيات القائد نايف حواتمة والأمين العام للجبهة فهد سليمان والمكتب السياسي واللجنة المركزية، وتوجه بتحية الفخر والاعتزاز لغزة وصمودها الأسطوري.. ولمقاومتها الباسلة وللشهداء والجرحى والأسرى، وللكتائب المقاومة وفي مقدمتهم قوات الشهيد عمر القاسم، وحيا شهداء الجبهة مقاتلين وقادة آخرهم الشهيد والقائد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة. كما توجه بالتحية لشعبنا في الضفة والقدس ومناطق العام 48. وحيا شهداء لبنان والمقاومة وجبهات الإسناد والشعوب العربية وأحرار العالم الذين انتفضوا دعماً للقضية الفلسطينية وانتصاراً للحقوق الوطنية.
وأشار أحمد لمسيرة الجبهة الديمقراطية التي جمعت فيها بين سلاحين: سلاح المقاومة المسلحة، وسلاح البرنامج الوطني والاجتماعي، ونجحت في خوض معارك النضال الوطني، العسكرية والسياسية والجماهيرية، وشقت طريقها كفصيل رئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية، وقدمت في مسيرتها النضالية نموذجاً متقدماً في المعارضة الوطنية، وأعطت الوحدة الوطنية بعدها الحقيقي في الصراع، مغلِّبة المصالح الوطنية على أية مصالح أخرى. إضافة إلى إسهاماتها في مجال الفكر والسياسة واجتراح المبادرات الوطنية بما يصون ويحمي وحدة الشعب والوطن والقضية.
وأكد أن التحام شعبنا مع مقاومته الباسلة، وصموده الأسطوري، كسر شوكة غطرسة الإحتلال وحكومته الفاشية، وأجهض الأهداف التصفوية للحلف الاسرائيلي – الأطلسي، وأرغمهم على الإعتراف بالفشل في تحقيق أهداف العدوان.
وحول مشروع ترامب لتهجير أبناء القطاع، قال: "غزة ليست ولن تكون ملكاً عقارياً لتاجر العقارات ترامب بل هي جزء من وطن فلسطيني لايباع ولا يشترى." معتبراً أن هذا المخطط الاستعماري يلقى رفضاً حاسماً من شعبنا بكل مكوناته ومن الأشقاء في مصر والأردن والسعودية وشعوب المنطقة والعالم ومن غالبية دول العالم ومؤسساته.
ودعا القمة العربية المرتقبة لاتخاذ موقف حاسم ضد هذا المخطط وتوفير الأموال لإعادة إعمار القطاع وتأمين كافة المساعدات والتصدي لهذا المخطط بإجراءات عملية والغاء اتفاقات الذل والتطبيع والتحرك لدى الأمم المتحدة وعواصم العالم بموقف عربيٍ موحد لحماية القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ومحاكمة قادة الاحتلال على جرائم الإبادة والمجازر.
وأكد بأن ما تتعرض له قضيتنا من مخاطر يتطلب الإسراع في استعادة الوحدة الداخلية، وإنهاء الإنقسام، وتجاوز كل المصالح الفئوية، وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية، تستنهض قوانا السياسية والجماهيرية، في أراضي الدولة الفلسطينية وفي الشتات، مؤكداً على ضرورة الإسراع في تنفيذ "إعلان بكين»، وترجمة مخرجاته، بما في ذلك تشكيل حكومة الوفاق الوطني بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية ومواصلة تنفيذ «اتفاق الدوحة»، بما في ذلك البروتوكول الإنساني، وبما يكفل في الوقت نفسه، ضمان وحدة أراضي الدولة الفلسطينية، وإسقاط مشاريع التفتيت والتهجير والضم والعبث بمصير القطاع ومستقبله، والعمل على تنظيم وتأطير الحالة الشعبية من خلال تفعيل القيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة في الضفة في مواجهة مشروع الضم والتهجير..
وتوجه أحمد بالتهنئة للشعب اللبناني في إنجاز الاستحقاق الرئاسي والحكومي، وأكد على أن حماية حق العودة ودعم صمود اللاجئين وصيانة هويتهم والحفاظ على المخيمات هو مصلحة لبنانية فلسطينية في إطار مواجهة المخططات التصفوية وإفشال مشاريع التوطين والتهجير، داعياً الى مقاربة شاملة للوجود الفلسطيني في لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقانونياً.. وتنظيمها على قواعد متينة تعزز العلاقات الأخوية المشتركة وتضمن العدالة والكرامة لأبناء الشعب الفلسطيني وتحفظ للبنان أمنه واستقراره وسيادته.
وطالب الحكومة بإيراد فقرة في البيان الوزاري تؤكد على التزام لبنان بتحسين الأوضاع الإنسانية والقانونية للشعب الفلسطيني عبر تشريعات قانونية في مجلس النواب تعالج واقع الغبن الذي يعيشه اللاجئون في لبنان من خلال إقرار الحقوق الإنسانية والاجتماعية ولا سيما حق العمل والتملك وحرية التعبير والعمل السياسي واستكمال اعمار مخيم نهر البارد، وتعزيز العمل اللبناني الفلسطيني الموحد لمواجهة الاستهداف الإسرائيلي - الأمريكي الذي تتعرض له وكالة الأونروا.
وختم أحمد كلمته بالتأكيد على التمسك بوكالة الاونروا ورفض كافة المخططات الإسرائيلية الأمريكية التي تستهدفها سواء عبر قطع التمويل أو عمليات التحريض أو عبر قوانين اسرائيلية في إطار السعي لإلغاء حق العودة، داعياً اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لتفعيل تحركاتها على المستوى العربي والدولي لحماية الأونروا، وتطوير حركة اللاجئين من خلال رفع منسوب التحركات الجماهيرية والسياسية للتمسك بوكالة الغوث وحمايتها، والضغط لتوفير التمويل، والاستجابة لمطالب شعبنا، باعتماد خطة إغاثية شاملة ومستدامة وتحسين كافة الخدمات، واستكمال إعمار مخيم نهر البارد والشروع بترميم المنازل الآيلة للسقوط وكذلك ترميم المدارس في مخيم عين الحلوة، ومواجهة استهداف العاملين بحجة الحيادية. كما طالب بتفعيل دور هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وإطار منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها واتحاداتها ولجانها الشعبية وتنظيم تحركات شعبية وجماهيرية موحدة والابتعاد عن إغلاق المدارس والمؤسسات التي تنعكس سلباً على شعبنا.