بين تلك الجموع المحتشدة والملايين المترقبة على شاشات التلفزة لنعش القائد الأممي العربي الكبير السيد حسن نصر الله، اخالُ أن روحه الطاهرة السابحة في ملكوت العز، كانت على موعد مع سعادة تضاهي سعادة الجنة الأبدية وهي سعادة رؤية الوفاء من ملايين عشاق الحق في العالم.

يا سيد أخاطب روحك الساكنة في ملايين القلوب، أنظر لتلك الجموع وانظر لتلك الملايين وانظر لتلك العيون الناظرة اليك، ماذا فعلت بنا يا سيد حسن؟

منذ صغرنا وصوتك في بيوتنا صداحا برنة العز، ونحن نكبر سنة بعد سنة على وقع جملة: "السيد رح يحكي اليوم"، والسيد قال والسيد سيقول، وكانك أصبحت جزءا من ملايين البيوت في العالم، فماذا فعلت يا نسر البازورية والجنوب والأمة حتى بكتت ملايين البشر؟

فلتسمح لي روحك المحلقة في سماء المجد أن أقول لك ماذا فعلت:

جئت الينا  بعد سبات طويل طويل طويل، لتنشل بكلماتك ودماء ابنائك البشر والحجر من قاع الهزيمة والذل إلى مرتفعات الكرامة والمجد والشرف، أولست القائل: "ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات"، اولست الذي أحييت فينا الامل بانتصار المظلوم على الظالم، اولست من قال يوما أن مستقبل هذه المنطقة سيكون الحرية والسيادة والكرامة الحقيقة؟

نعم يا سيد ابو هادي، أخاطبك من بيت من بيوت لبنان التي أحبتك، من أسرة من ملايين الأسر التي انتظرت فصل خطابك وحضورك المؤثر الصادق، ومن بيت مثل الكثير من البيوت التي قالت يوما: "إنا على العهد".

يا ابو هادي يا شهيدا صادقا شهما في حياتك، وشجاعا بطلا أبيا في مماتك، أقول لك اليوم باسم احرار العالم والأمة: "لن ينالوا من حضورك الابدي فينا ولو ظنوا أنهم انهوك جسدا، ولكنهم لحماقتهم لن ينهو اسمك وطيفك وحضورك فينا طالما بقي الليل والنهار والحق".