أكد وزير المالية ياسين جابر، اليوم السبت، أن حكومة الإنقاذ والإصلاح عقدت العزم على العمل بروحية وطنية جامعة، تهدف إلى إعادة إعمار ما هدمته الحرب، مع تسخير الإمكانات والإرادات الطيبة لضمان تحقيق الإصلاحات المطلوبة بشفافية وصدقية.

وأوضح أن القوانين جاهزة للتنفيذ، وأن العمل جارٍ على إصدار مراسيمها التطبيقية وهيكلة القطاعات الأساسية، خصوصًا القطاع المصرفي، مشددًا على أن حفظ حقوق المودعين وتحريرها هو التزام قطعته الحكومة على نفسها.

وأشار جابر إلى أن استقرار الأوضاع السياسية، والذي تمثل بانتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من سنتين من الشغور، وتشكيل حكومة جديدة حازت ثقة نيابية وازنة، يضع البلاد على سكة الاستقرار المالي.

وأضاف أن البيان الوزاري تضمّن خططًا اقتصادية ومالية ونقدية تهدف إلى تحقيق التعافي، معتبرًا أن هذه المسيرة قد انطلقت بالفعل.

جاء كلام جابر خلال رعايته حفل إطلاق فعاليات المهرجان الرمضاني للتسوّق في النبطية، الذي أقيم في قاعة مركز كامل يوسف جابر الثقافي، بحضور شخصيات وفعاليات.

وقال الوزير جابر في كلمته: “من أوائل فخري، مهما علت المناصب التي أشغلها، أن أكون بين أهلي في المدينة التي منحتني شرف الانتماء إليها، نبطية العطاء والصمود والابتكار والثقافة والخدمة العامة”. وأضاف أن المدينة واجهت على مرّ الزمن غزوات واعتداءات، لكنها صمدت ولم تستسلم، بل نهضت مجددًا بقوة إرادة أهلها.

ولفت جابر إلى الدور الكبير الذي لعبه المجتمع المدني والقطاع الخاص في إعادة إعمار النبطية وغيرها من مناطق الجنوب، متحدثًا عن أهمية المبادرات الفردية والجماعية في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وأكد أن “التعافي الاقتصادي يحتاج إلى مناخات سياسية وأمنية مستقرة، تحصّن الاقتصاد وتشجّع الاستثمارات المحلية والخارجية، ما يساهم في تحقيق الاستقرار المالي والنقدي”.

وتطرق جابر إلى الدمار الذي لحق بالنبطية جراء الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن إرادة أهلها كانت أقوى من الدمار، وأنهم استطاعوا النهوض من تحت الركام بفضل تضحياتهم وتكافلهم.

وأشار إلى أن أسواق الجنوب، مثل بنت جبيل وميس الجبل، ستعود إلى النشاط والحيوية بفضل جهود الأهالي والمخلصين.

وشدد جابر على أن السيادة الوطنية ستُستعاد بالكامل، لأن “مجتمعًا يحفظ القيم والأخلاق والكرامة الوطنية لا يُهزم ولا ينكسر”.

وأضاف أن لبنان يمتلك القدرة على استعادة موقعه الاقتصادي والسياحي، ليعود وجهةً استثمارية وتجارية للعالم العربي وللسائحين من مختلف أنحاء العالم.

وأكد جابر أن الحكومة تعمل بشفافية لإطلاق الإصلاحات الضرورية، بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة تحوّلت إلى قانون يُفترض أن يُطبّق دون تشويه.

وختم كلمته بالقول: “بارك الله خطواتكم، وأرجو أن يعود رمضان ببركته على هذه المدينة وعلى كل لبنان بالمزيد من التعافي والازدهار”.