"رئيس تحرير مجلة الشراع"

هيئة كبار العلماء في جامع الأزهر، اصدرت بياناً حرمت فيه عرض ومشاهدة مسلسل "معاوية" الذي أنتجته محطة "mbc" السعودية عام 2023، وامتنعت عن بثه، وقيل ان الامتناع ناتج عن عدم اثارة مشاعر المسلمين خلال العدوان الإسرائيلي على فلسطين!
الأزهر اعتبر ان معاوية واحد من صحابة رسول الله، ومن كتبة الوحي (القرآن الكريم)، وهذا لا يجوز (وفق بيان الأزهر) وكما اعترض على مسلسل عمر بن الخطاب، سابقاً إنه يسجل اعتراضه على المسلسل الجديد، وحجته في ذلك ان من سيجسد شخصية صحابي او خليفة، يمكن ان يجسد في أعمال أخرى شخصيات قد لا تكون منسجمة في الدين او في الاخلاق مع الشخصيات الكبرى!
هنا نتساءل: لو ان من يجسد شخصية معاوية او عمر او علي او ابو بكر، اعلن اعتزاله الفن والتمثيل بعد عرض المسلسل الذي يجسد شخصيات دينية، هل يزول الحرم او المنع؟
ولو ان النجف في العراق او قم في ايران انتجا مسلسلا يشتم فيه معاوية، ويتهم فيه الخليفة الأموي الاول بالتآمر على قتل علي، ترى ما هو الاعتراض عليه؟ هل لشتمه معاوية او لتجسيده مع علي؟ اولأنه تم تجسيد احدهما وشتم الآخر؟
وورد في بيان هيئة علماء الأزهر "ان الخلافات بين قادة المسلمين هو "شأن إلهي"! وهذه طرفة سخيفة غير مضحكة، لأن كل الخلافات بين المسلمين هي شأن شخصي بحت، لا علاقة لله بها ولا للدين ولا للأخلاق، لأن خلافات المسلمين والعرب هي خلافات لا اخلاقية، سواء كان المختلفون صحابة او ادنى من ذلك!
وبعد، نحن لا ندعو إلى التمثل بالغرب في إنتاجه عشرات الافلام عن السيد المسيح، لكننا ندعو المسلمين ان يتساءلوا وان يسألوا: هل تراجعت مكانة السيد المسيح بعد انتاج وعرض هذه الافلام؟ ألا تقر كنائس المسيحيين في العالم كله، ان الاقبال على الكنيسة ومعرفة وكتب السيد المسيح زاد بعد ذلك؟
مؤسف ان يتولى جهلة ومتخلفون وجامدو عقل امر الحجر على عقول اكثر من مليار ونصف مليار مسلم بينهم بالتاكيد ملايين علماء الطب والهندسة والفلك والفكر والفضاء والقانون والكيمياء واساتذة الجامعات والأبحاث العلمية والذرة.
ايها المسلمون، إذا اردتم التقدم فعليكم التخلص من هذه اللاعقول ومؤسساتها المتحجرةً.