بأقلامهم >بأقلامهم
"نبض الحياة" خطوات هامة في الخطاب
"نبض الحياة" خطوات هامة في الخطاب ‎الأربعاء 5 03 2025 07:22 عمر حلمي الغول
"نبض الحياة" خطوات هامة في الخطاب

جنوبيات

شهدت قمة القاهرة الطارئة أمس الثلاثاء 4 اذار / مارس مواقف عربية سياسية وعملية من مختلف الزعماء العرب إيجابية دعما للشعب الفلسطيني، وقيادة منظمة التحرير، والرفض الفردي والمشترك للتهجير القسري للفلسطينيين من وطنهم الام، وتبنوا جميعا دعم الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة الاعمار في قطاع غزة، وأكدوا على ضرورة إلزام إسرائيل بالتراجع عن وقف دخول المساعدات الإنسانية بكافة عناوينها للقطاع الغذائية والايوائية والدوائية والمستلزمات الطبية، وطالبوا بوقف العدوان والابادة الجماعية بشكل دائم، وضرورة استكمال تنفيذ مراحل اتفاق الدوحة واتمام تبادل الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وتولي منظمة التحرير الفلسطينية والدولة والحكومة مسؤولياتها السياسية والقانونية والأمنية واللوجستية في قطاع غزة، وتشكيل لجنة من شخصيات فلسطينية تابعة لحكومة د. محمد مصطفى لتولي مهام المسائل الايوائية والتمهيد لعملية إعادة الاعمار من خلال التعاون مع لجنة عربية إسلامية، وضمنا تضمن البيان الختامي بنقاطه ال18 المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ضرورة تنحي حركة حماس عن المشهد السياسي والأمني في قطاع غزة، ووضع أسلحتها في مخازن تحت سيطرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية والعربية، ومطالبة إسرائيل بوقف عدوانها المتواصل منذ قرابة 45 يوما على محافظات الضفة الفلسطينية، وكذلك الالتزام بالوضع التاريخي للقدس العاصمة الفلسطينية وخاصة في المسجد الأقصى، واكدوا على وحدة أراضي دولة فلسطين تحت قيادة م. ت. ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

باختصار شمل البيان الختامي والكلمات التي ادلى بها الزعماء العرب وممثلوهم في القمة، مناحي القضية الفلسطينية، حيث اكدوا على الثوابت الوطنية الفلسطينية، وهو ما يعكس الاهتمام العربي الرسمي بقضية العرب المركزية، ولا يمكن للمستمع للبيان والكلمات، الا ان يثمنها جميعا. لكن على أهمية الكلمات العربية الرسمية، فإن القيادة والشعب الفلسطيني بحاجة الى خطوات عملية تكرس ما تضمنه البيان الختامي، وتجسيده على الأرض، والزام إسرائيل دولة الإبادة بوقف الحرب بشكل دائم، وإدخال المساعدات الإنسانية كافة دون قيد او شرط، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، والكف عن خيار التهجير القسري لأبناء الشعب كافة من القطاع والضفة، ووقف العدوان على محافظات الضفة الغربية، وانسحاب قواتها من محافظات جنين وطولكرم وغيرها من المحافظات، ورفع حواجزها العسكرية من بين المحافظات والمدن والقرى والمخيمات، ووقف كامل للاستيطان الاستعماري، والذهاب للخيار السياسي وعقد المؤتمر الدولي للسلام لتكريس استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم التي طردوا منها عام 1948 و1967.

ولدى الاشقاء العرب أوراق قوة عديدة وهامة ومؤثرة، يستطيعون من خلال استخدامها الضغط على إسرائيل المارقة والخارجة على القانون وعلى من يقف خلفها ويدعمها بتنفيذ كافة النقاط الواردة، وبالاستفادة من المواقف الدولية عموما والاتحاد الأوروبي خصوصا بالإضافة لمواقف الأقطاب الدولية وخاصة الصين وروسيا الاتحادية يمكن تحقيق الأهداف المعلنة.

وعلى صعيد آخر، اعتقد جازما ان ما تضمنته كلمة الرئيس أبو مازن أمام القمة، تعتبر نقلة هامة على طريق ترميم الوضع الداخلي الفلسطيني على الصعيد الفتحاوي والوطني عموما، وخاصة على طريق تفعيل وتطوير الهيئات القيادية في منظمة التحرير، وفتح الأفق أمام الوحدة الوطنية تحت رايتها، ووفق برنامجها السياسي والتنظيمي والكفاحي، على ان يساهم الاشقاء العرب وخاصة مصر وقطر وغيرها من الدول الإسلامية وتحديدا تركيا في الضغط على حركة حماس ومعها حركة الجهاد الاسلامي للانضواء تحت راية المنظمة، وعقد المجلس الوطني لاشتقاق برامج تستجيب على المستويات كافة لمواجهة التحديات كافة الإسرائيلية والأميركية، والخروج من نفق الازمات العامة في الساحة الفلسطينية وإعادة لم الشمل الفلسطيني الشامل تحت راية الشرعية الوطنية الممثلة بالمنظمة.

مما لا شك فيه، ان كلمة عباس كانت هامة في الجوانب المختلفة التي تعرض لها، وخاصة فيما يتعلق باستنهاض الحالة الفلسطينية واخراجها من حالة التعثر والارباك نحو افاق وطنية جديدة ونوعية تعزز من مكانة القضية والنظام السياسي والاهداف الوطنية كافة. ومن المؤكد ان الأيام القليلة القادمة ستشهد عقد جلسة للمجلس المركزي للمنظمة ليشق طريق الإصلاح والتطوير لمؤسساتها القيادية وبرامجها كافة.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

المصدر : جنوبيات