تُعدّ زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية نقطة تحوّل مهمة في مسار العلاقات اللبنانية - السعودية، بعد فترة طويلة من التوتر والانقطاع الذي أثّر بشكل كبير على لبنان، خصوصاً في الجوانب السياسية والاقتصادية.

تحمل هذه الزيارة دلالات استراتيجية تعكس رغبة متبادلة في ترميم العلاقات وفتح صفحة جديدة قد تعيد للبنان دعماً اقتصادياً واستثمارياً يحتاجه بشدة في ظل الأزمة الحالية. ومن أبرز النتائج المتوقعة لهذه الزيارة، وفق الخبير الاقتصادي أنيس أبو دياب، إمكانية رفع الحظر على سفر السعوديين إلى لبنان، ما قد يُعزّز السياحة الخليجية ويفتح أبواب الاستثمارات السعودية من جديد.

أشار أبو دياب إلى أنّ هذه الزيارة تمهّد الطريق لتسريع التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي، مما يُعيد الثقة إلى العلاقات الخليجية - اللبنانية، التي تشكّل جزءاً حيوياً من الاقتصاد اللبناني.

من المتوقع أن تثمر الزيارة عن توقيع اتفاقيات تعاون مع السعودية في مجالات متعددة، في خطوة تُمهّد لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين. ووفق تقديرات، قد يرتفع حجم التبادل التجاري ليصل إلى نحو 1.5 مليار دولار سنوياً، ما يُعزّز الصادرات اللبنانية ويُسهم في تحريك عجلة الاقتصاد.

زيارة عون تشكّل بداية مرحلة جديدة قد تحمل معها فرصاً للنهوض الاقتصادي، وترسم خارطة طريق لإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي في الحضن العربي.