بأقلامهم >بأقلامهم
عيد المعلم في لبنان: فرصة لتقدير الجهود وتحقيق العدالة



جنوبيات
يواجه المعلم في لبنان كما في كل عام تحديات لا حصر لها ورغم ذلك يبقى ثابتًا في رسالته السامية، فهو ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو من يشكل عقول الأجيال ويبني الأوطان. ولكن للأسف لا يتناسب هذا الدور الجليل مع التقدير الحقيقي الذي يستحقه في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها المعلمون من تدني الأجور وغياب الحقوق الأساسية إضافة إلى بيئة تعليمية غير مجهزة بما يتناسب مع طموحات الطلاب ومستقبل البلاد.
عيد المعلم ليس مجرد مناسبة للاحتفال بالكلمات والشعارات فحسب، بل هو فرصة لتكريم من يتحملون مسؤولية تشكيل المستقبل.
في هذا اليوم يجب أن نتوقف لندرك حجم الجهود الكبيرة التي يبذلها المعلمون، وأن نكون أكثر وعيًا بمعاناتهم فهم لا يطلبون سوى الحد الأدنى من التقدير والعدالة: رواتب عادلة تضمن لهم حياة كريمة، وظروف عمل مستقرة وآمنة تمكنهم من أداء رسالتهم بفعالية.
ومع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ووصول وزيرة جديدة على رأس وزارة التربية ، هناك أمل في أن يكون هذا العيد بداية لتغيير حقيقي ،إذ يجب على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المعلمين وتدرك أن من دونهم، لا يمكن بناء مستقبل أو وطن كما أن ما يعانيه الأستاذ المتقاعد من ذل وإهانة بعد أن أفنى عمره في التربية وبناء الأجيال يعد من أبشع الأمثلة والنماذج التي تقدمها الدولة في التعامل مع من خدموها طوال حياتهم.
في عيد المعلم، لا يكفي الكلام الجميل أو المدح الرنان بل نحتاج إلى قرارات فعلية وحلول حقيقية لتحسين ظروفهم وضمان حقوقهم.