حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
هيثم زعيتر: الاحتلال يُواصل خروقاته في لبنان وفلسطين وسوريا وتنفيذ حربه الدينية ارتياح فلسطيني ولبناني للعلاقات الثنائية وتأكيد على السيادة اللبنانية واحتضان القضية الفلسطينية


جنوبيات
أكد الإعلامي هيثم زعيتر على أن "الاحتلال الإسرائيلي، يُواصل خروقاته في لبنان وفلسطين وسوريا، واستهداف المساجد والكنائس، واحتلال الأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية، للإطباق على لبنان والتضييق على الفلسطينيين، والقيام بحرب دينية، حذر منها رئيس دولة فلسطين محمود عباس"، مُشيراً إلى "الارتياح الفلسطيني واللبناني للعلاقات الثنائية، وتأكيدات الرئيس "أبو مازن" على السيادة اللبنانية، وأن يكون أول رئيس عربي يزور لبنان قريباً، فضلاً عن تأكيدات الجانب اللبناني على الاحتضان للفلسطينيين وقضيتهم".
وقال زعيتر خلال لقاء مع "تلفزيون فلسطين"، حول "تطورات الأوضاع في لبنان"، يوم الجمعة في 7 آذار/مارس 2025: "تطوران هامان حدثا في اليوم الـ100 لوقف إطلاق النار والتهدئة، التي بدأت بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وتمدديها مُنذ 18 شباط/فبراير 2025، برفض لبناني:
- الأول: استكمال ما يجري في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، حيث يُواصل الاحتلال الإسرائيلي، الحرب الدينية، من منحى ثقافي، بعد المُضايقات والاعتداءات، التي يقوم بها في المسجد الأقصى المُبارك والحرم الإبراهيمي، وحرق المساجد في نابلس وفلسطين، والاعتداء على المُقدسات المسيحية، بما فيها الكنائس، وغيرها من المعالم، حيث يقوم بخطوة بالغة الخطورة، وهي استقدام مُستوطنين من "الحريديم" - "السفارديم"، وهؤلاء هم من اليهود الشرقيين، لزيارة مقام العباد، عند بلدة حولا المُلاصقة للأراضي الفلسطينية المُحتلة، حيث قام 800 مُستوطن مُتدين يهودي، تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بزيارة ذلك المقام، الذي هو في مرجعيته لرجل دين مُسلم، دُفن في تلك المنطقة، لكن الاحتلال يدعي أنه يعود إلى حاخام يُدعى "آشي"، وهو عراقي الجنسية، وذلك ضمن مُخطط تدمير وحرق المساجد والكنائس، وهو ما حذر منه رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بأن الاحتلال يسعى لتصوير الحرب، وكأنها دينية، ليُعمم زيف ادعاءاته، والعمل على إقامة "كانتونات" دينية، وفق ما يجري في سوريا والعراق، وما يُحضر له من مخاطر في لبنان".
- الثاني: شن الطيران الحربي الإسرائيلي لأوسع هجوم جوي، مُنذ وقف العدوان الإسرائيلي، قبل 100 يوم، وصولاً إلى مناطق صور وصيدا والنبطية، بالتزامن مع احتلال أكثر من 3 مُحافظات في الأراضي السورية - أي بالإطباق على الأراضي اللبنانية شرقاً، فضلاً عن البحر ومن الناحية الجنوبية، واستمرار خروقاته للقرار 1701، فهو بعدما وقع في شهر آب/أغسطس 2006، خرقه أكثر من 36 ألف مرة، واليوم بعد 100 يوم من الهدنة، خرقه أكثر من 1000 مرة، فيما لبنان لم يرد على هذه الخروقات، وينتظر لجنة الإشراف، التي يتولى رئاستها ضابط أميركي.
كما يعمد الاحتلال إلى منع انتشار الجيش اللبناني ودخوله إلى المناطق المُحتلة، وهو للأسف تمكن من تحقيق ما فشل في الحصول عليه خلال عدوانه الجوي والبري للمناطق اللبنانية، حيث تمكن من الدخول إلى الأراضي المُحاذية للأراضي الفلسطينية المُحتلة، وتأمين شريط وحزام أمني، من الناقورة غرباً، وصولاً إلى كفرشوبا وشبعا شرقاً، مُروراً بمنطقة مرجعيون - كفركلا، وغيرها من البلدات".
وأوضح زعيتر أن "الاحتلال يزعم أنه يُريد بذلك إعادة المُستوطنين، علماً بأن الاحتلال يُدرك جيداً بأنه من دون تحقيق السلام للشعب الفلسطيني والأمان للبناني، لا يُمكن أن يعود أي مُستوطن، لأنه استجلب إلى تلك الأرض، خلافاً لما يقوم به أبناء شَعبِنا بالعودة السريعة في قطاع غزة، أو الصمود في مُحيط مُخيم جنين في الضفة الغربية، وصمود وعودة الأهالي إلى المناطق الجنوبية اللبنانية".
وأشار إلى أن "هذا التطور الميداني الخطير، يتزامن مع عدم تمكين اللجنة المُشرفة على وقف إطلاق النار والتهدئة من القيام بدورها، وأن يحتفظ الجيش اللبناني بالأسلحة، التي يتسلمها من "حزب الله"، لكن تفجيرها، وتدمير وتفجير المراكز التي يدخل إليها، تحت ذريعة أن هذه الأسلحة قد يحصل عليها المُقاومون في يوم من الأيام، وطالما هناك "فيتو" أميركي، فإن الاحتلال الإسرائيلي يُواصل جرائمه المُتعددة، وحرب الإبادة الجماعية".
وشدد على أن "هناك أزمة حقيقية في الجنوب، والتساؤل عن الجهة التي ستتولى عملية إعادة الإعمار، وكيف يُمكن إزالة هذا الركام، حيث أشارت الإحصاءات الأولية، إلى أن الكلفة التقديرية هي أكثر من 11 مليار دولار أميركي، مع اشتراط دولي بعدم دفع أي مبلغ، إن لم يتم سحب سلاح المُقاومة".
وألمح إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يُحاول فرض مُعادلة جديدة، مُغايرة للقرار 1701 - أي سحب سلاح "حزب الله" من خارج منطقة جنوبي الليطاني، وصولاً إلى الأراضي اللبنانية كافة - لذلك نُلاحظ أن الغارات الإسرائيلية تصل إلى منطقة البقاع، وفي المنطقة المُوازية داخل الأراضي السورية، فضلاً عن احتفاظ الاحتلال بـ5 نقاط لبنانية، كان يجب الانسحاب منها ضمن مُهلة 18 شباط/فبراير 2025، لكن هي أكثر من ذلك بكثير، طالما لم يتمكن الجيش اللبناني من الدخول إليها".
وأوضح أنه "بالمُقابل، لبنان بدأ بانطلاق عجلة الحياة السياسية مُجدداً، بعد شغور دام 800 يوم في رئاسة الجمهورية، وتشكيل حكومة في عهد الرئيس العماد جوزاف عون، برئاسة القاضي الدكتور نواف سلام، وكانت الوجهة الصائبة في التحرك السياسي لرئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية، ولقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في أول زيارة خارجية له، تأكيداً على العمق العربي، وإعادة لبنان إلى حاضرته العربية، بعدما ابتعد عنها لسنوات عدة، ودفع ضريبة ذلك، ثم المُشاركة في القمة العربية الطارئة، التي عقدت في القاهرة، وكلمة الرئيس عون، واللقاء مع الرئيس عباس، والتأكيد على العلاقات الثنائية، اللبنانية - الفلسطينية".
وختم زعيتر بالقول: "هناك ارتياحاً فلسطينياً لكلمة رئيس الجمهورية اللبنانية، ووجدنا من الأجواء المُحيطة بفخامة الرئيس مدى ارتياحه بلقاء الرئيس محمود عباس، الذي أبلغه بكلام واضح، تأكيد السيادة اللبنانية على المُخيمات الفلسطينية، لأنها جزء من الأراضي اللبنانية. وأيضاً في لقاء عضو اللجنتين التنفيذية لـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، مع رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور نواف سلام، الذي انتمى إلى الثورة الفلسطينية في بداياته، في سبعينيات القرن الماضي، وكان هناك تأكيد على أهمية الاحتضان الفلسطيني، والحرص على أن تكون أول زيارة لرئيس عربي إلى لبنان، للسيد الرئيس محمود عباس، وأن يتم التحضير للقيام بها بعد عيد الفطر المُبارك".