بأقلامهم >بأقلامهم
"إسرائيل" تكتب نهايتها بيدها…



جنوبيات
من الثوابت التاريخية أن الأطماع الاسرائيلية في لبنان ليست حالة مرحلية، بل هي عقيدة متجذرة في الفكر الصهيوني منذ نشأته في أواخر القرن التاسع عشر، مدموغة بالتاريخ اليهودي وميثولوجيا كتبه المقدسة، كما أن الاعتداءات المتكررة لهذا العدو على لبنان وخروقاته المستمرة للحدود الجنوبية ليست بجديدة عليه، فقد بدأت منذ العام 1948 (تاريخ نشأة الكيان الغاصب على الأراضي الفلسطينية) عبر محاولات زرع الرعب في قلوب الجنوبيين باعتماد أساليب "العصابات المتفلتة" من قتل وخطف وزرع للالغام وإقامة الحواجز المتنقلة، ناهيك عن نسف المنازل وحرق المحاصيل وسرقة المواشي وردم الآبار… حيث أُحصي لغاية العام 1975 فقط (تاريخ اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية) حوالي 800 اعتداء، من ضمنها اعتداءات عديدة طالت الجيش اللبناني في مراكزه ودورياته، أبرزها واقعتان أولهما في اجتياح سبتمبر/ ايلول 1972 الذي استمر حوالي ثلاثة أيام تصدى خلالها الجيش للغزو الاسرائيلي, وثانيهما في مواجهة مايو/ أيار 1975 التي استمرت حوالي 15ساعة أسفرت عن إصابات فادحة في كلا الطرفين.
انتقل بعدها العدو بهذه الاعتداءات من مرحلة الدوريات القتاليّة داخل الحدود اللبنانية إلى مرحلة العمليات الهجومية واحتلال الأراضي، التي تراوحت بين غزو محدود واجتياح واسع، حيث بلغ عددها ست عمليات عسكرية قد تكون متغايرة في حجمها ومتفاوتة زمنياً ولأسباب مختلفة (حرب 1967 احتلال مزارع شبعا- احتلال الشريط الحدودي العام 1976- اجتياح الليطاني العام 1978- اجتياح لبنان العام 1982- حرب تموز العام 2006 وعدوان ايلول العام 2024)، إلا أن جميعها كانت بهدف واحد، هو إرهاب أبناء الجنوب وقهرهم بغية دفعهم إلى ترك أرضهم والنزوح عن قراهم، تمهيداً لإنشاء حزام أمني ضمن الأراضي اللبنانية القابلة للتوسع والاستيطان إذا قُدر له ذلك. فكانت البداية يوم 1976/8/8 حين أقدم لأول مرة على إقامة شريط أمني عازل على امتداد الحدود وبعمق 1-2 كلم عبر احتلاله وتمركزه في 21 موقعاً ثابتاً داخل الأراضي اللبنانية، وذلك مقابل بلدات وقرى: الناقورة، الضهيرة، يارين، البستان، مروحين، رامية، عيتا الشعب، رميش، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، كفركلا، تل النحاس والقليعة…
وانطلاقاً من هذه المنطقة العازلة بدأ العمل على التمدد شمالاً ليصل إلى جنوب الليطاني تنفيذاً لخط