ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
صيدا عروس الحلويات والمشروبات والرمضانية


جنوبيات
شهر رمضان له نكهة خاصة في مدينة صيدا في الجنوب اللبناني، تشتهر صيدا، منذ عقود بصناعة الحلويات الشرقية الشعبية المتميزة، والتي صارت جزءاً من تراث المدينة.
فالصائمون لا يكتمل إفطارهم، إلا إذا تزينت مائدتهم بالحلويات الرمضانية.
ويومياً تشهد محلات الحلويات في صيدا تهافتاً كثيفاً من قبل المواطنين، لشراء الأصناف العديدة من الحلويات الرمضانية.
سعد الدين العكاوي يقول: "إنه ورث مهنة صناعة الحلويات الشرقية من والده، فقد كان والده يصنّع الحلويات في حيفا بفلسطين، وبعد نكبة العام 1948 هاجر من فلسطين، إلى لبنان، مستقراً بمدينة صيدا، حيث امتهن المهنة ذاتها التي كان يعمل فيها والده، ومن أنواع الحلويات التي كانت رائجة في فلسطين "الحدف" التي صارت من الحلويات الشعبية الصيداوية".
ويضيف: "أن الحلويات الرمضانية تعتمد بشكل أساسي على القشطة والجبنة، وتزدهر تجارة الحلويات الشرقية في شهر رمضان المبارك، ومنها ما نصنّعه خصّيصاً في شهر رمضان: "المدلوقة"، و"المفروكة"، و"الشعيبيات"، و"زنود الست"، "العثملية" و"القطايف" على أنواعها".
أما عماد الحاج، الذي يعمل في صناعة الحلويات منذ العام 1980، ويملك معملاً صغيراً لصنع الحلويات، يقوم بصناعة المعمول بمختلف أنواعه على مدار العام، لكن في شهر رمضان يتحول لصناعة "حلاوة الجبن" و"المدلوقة" و"الشعيبيات".
أما "القطايف" فلا تراها إلا نادراً خارج رمضان، ولكن في هذا الشهر ينتشر باعة "القطايف" الذين يتباهون بصبّها أمام المارة.
كذلك يحرص الصائمون على تناول المشروبات الباردة على اختلاف أنواعها، مثل: "الجلاب"، و"السوس"، و"التوت"، "التمر الهندي" و"الخروب"، لما لها من مذاق طيب وقيمة غذائية، فهذه المشروبات تروي العطش الناتج عن حرارة الصيف بعد يوم من الصيام.
فمشروب "التمر الهندي"، يحتوي على مواد سكرية تفيد الجسم، إضافة إلى المواد المساعدة على تهدئة الأعصاب وترطيب المعدة.
أما "الجلاب"، المكون من التمر والعنب والسكر، فيعتبر مصدراً سريعاً للطاقة، ويحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن، فـ"الجلاب" يعتبر من أكثر المشروبات ثراءً بالسعرات الحرارية.
أما "عصير التوت"، المفضل لدى الكثيرين، فيكتسب فائدته الغذائية من فاكهة التوت المفيدة للقلب ويحمي من الإصابة بالجلطات.
أما "الخروب"، فإنه يرطب الجسم ويعطيه الإحساس بالانتعاش فترة طويلة، ويضبط حركة الأمعاء، ويعالج الحموضة ويمتص السموم من الأمعاء ويقضي على الجراثيم.
تنتشر مهنة صناعة هذه المشروبات في صيدا، تحديداً خلال رمضان، وهي مهنة يتوارثها الأبناء.