عربيات ودوليات >أخبار دولية
من إعلام الاحتلال: "إســرائيل" تغيِّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط
من إعلام الاحتلال: "إســرائيل" تغيِّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط ‎الخميس 13 03 2025 10:26
من إعلام الاحتلال: "إســرائيل" تغيِّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط

آفي أشكينازي

شهدت الأربع وعشرين ساعة الأخيرة قتالاً في كل الساحات: في غزة، اغتيال «مخرّبي حماس» الذين زرعوا عبوات، وفي سورية، استهداف نحو 40 هدفاً عسكرياً ومخازن سلاح، من خلال 30 هجوماً، وفي لبنان، محاولة اغتيال «مخرّب» من حزب الله ومهاجمة «مخرّبين» آخرين.
لقد بدأت إسرائيل، فعلاً، بتنفيذ عقيدتها الأمنية، وهي تتعافى من صدمة هجوم 7 أكتوبر، وتدرك أن عليها التحرك بقوة، وبعدوانية، لكي تضع قواعد لعبة جديدة في الشرق الأوسط. إن وجود الجيش الإسرائيلي، اليوم، على قمة جبل الشيخ، أو بحسب التسمية المعتمدة «جبل الشيخ السوري»، هو انتقال إلى خطوة تكتيكية. المقصود هنا خطوة استراتيجية من الطراز الأول.
يُشرف جبل الشيخ السوري على سهل البقاع، وعلى ممرات التهريب بين سورية ولبنان، ويسيطر أيضاً على القرى الشيعية والسّنية والدرزية في سفوح جبال الشوف وجبل لبنان. ويُشرف من الجهة الأُخرى، وبصورة كاملة، على سفح جبل الدروز، وعلى دمشق، وعلى طريق بيروت - دمشق، بالإضافة إلى  محاور التهريب التي يستخدمها المحور الشيعي الإيراني.

لقد حددت إسرائيل في الأيام الأخيرة، ومن خلال الأفعال، منطقة بعمق 80 كيلومتراً مربعاً على الحدود في داخل الأراضي السورية، كمنطقة خالية من سلاح النظام السوري والميليشيات والتنظيمات «الإرهابية»، وفي طليعتها «حماس» وحزب الله.
عندما فُتحت سجون الأسد، تم تحرير آلاف العناصر من فرع «حماس» الفلسطيني، وهم يستعدون حالياً للتحرك ضد إسرائيل. هذا التنظيم هو تنظيم إيراني، وكذلك محاولات تهريب السلاح والمال والتدريب والتمويل.
لم تيأس إيران من بناء حلقة تخنق فيها إسرائيل. لذا، يتعيّن على إسرائيل العمل في المنطقة بقوة، في سورية، وفي لبنان، وفي الضفة الغربية (وسنتحدث عن غزة لاحقاً).
يشارف موسم الثلج على الانتهاء. وتعمل طرق التهريب بين القرى اللبنانية وبين منطقة القرى الدرزية على سفح جبل الشيخ؛ ومن أشهرها «ممرّ البغال» و«ممرّ الحمير». في الأعوام الأخيرة، لم يستخدم المهربون الحيوانات فقط في التهريب، بل أيضاً الدراجات النارية القادرة على السير على الطرقات الوعرة. ويجري نقل أطنان من البضائع من جانب إلى آخر، وكل ما يقع تحت أيدي المهربين، من الآلات الكهربائية إلى السلاح، وكثير من السلاح.
في غزة، التحدي كبير، إن وجود مخطوفين لدى «حماس» يجعل من الصعب على إسرائيل التوصل إلى حسم. فالجيش الإسرائيلي، من ناحيته، مستعد للقيام بهجوم كبير ضد «حماس». هناك عدد كبير من الفرق تُجري مناورات، وأيضاً هناك نيران كثيفة من سلاح الجو وسلاح المدفعية وسلاح البحر. في إسرائيل، ينوون استنفاد المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق المخطوفين، والتي تبدو كأنها عالقة حالياً.
من جهتها، «حماس» تستعد للمعركة. وكانت الهجمات في الأيام الأخيرة ضد خلايا «حماس» المتخصصة بزرع العبوات الناسفة. وحسبما تبدو الصورة اليوم، فإن الأيام المقبلة ستشهد هجمات جوية مكثفة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
اعداد: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

المصدر : معاريف